قال إنه سيأتي، فأتى.
وقال إنه سيموت، فمات.
وقال إنه سيقوم ويصعد فقام وصعد.
وقال إنه سيعود سريعًا، فمتى تأتي حبيبي؟!
وقد تسألني: من هو حبيبك؟
أجيبك حبيبي ليس له مثيل، لقد ظهر حين اختفى الجميع، القريب منهم والبعيد، الرفيق والصديق؛ يوم أن تخلى عني الكل، يوم أن تركني أبي، وتخلت عني أمي، يوم أن أوقفوني وحيدًا شريدًا أمام قضاة مدينتي وحكامها، وهم يتأهبون لرجمي وقد أمسكوا الحجارة، والحاكم يصرخ: أرجموه حتى يموت.
ولكن لماذا الموت؟ وماذا فعلت حتى يرجموك هكذا؟
حكايتي أني كنت ابنًا مدلَّلًا أعيش في كنف أبوين طيبين لكن لم أحسن التصرف، وخرجت عن المألوف، أعطيت ظهري للفضيلة، وأحببت الشر والرزيلة. وتدرجت في الشرور، فكنت في البداية:
مُعاندًا: لم أُطِع أبواي، لم أسعدهما ولا مرة واحدة، لم أفعل أبدًا شيئًا صالحًا يسرهما.
ثم تماديت فصرت ماردًا: لقد تعديت كل الحدود، وكسرت وصايا الله وشريعته، وقوانين الناس ونصائحهم، ولم أكن أفعل الصالح فقط، بل كنت أسر وأتلذذ وأنا أفعل الشر للجميع.
ثم كنت مسرفًا: لا أخضع لأي قوانين، فقط أشبع شهواتي ورغباتي.
وكنت سكيرًا: أجهل المفروض، ولا أعرف الواجب، وذهب عقلي وراء جهلي.
وكان حكم الله وشريعته علّى هو: الرجم بالحجارة حتى الموت؛ هذا ما جاء في شريعة “الابن المعاند والمارد” (تثنية ١٨:٢١-٢١).
وهنا ظهر شخص عجيب أحبني، وأنا لم أكن أعرفه؛ فحمل خطيتي، التي حقها الموت، عن طيب خاطر، لم يرغمه أحد على حملها، بل حملها هو من ذاته، لقد أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غلاطية ٢٠:٢)، بل وعُلِّق على خشبة لأنه حمل لعنتي وخطيتي وشروري. الحكم ساري والحجارة تصرخ لرجمي لكن فجأة تبدل الحال إنسان ليس فيه خطية، لكن وُضعت عليه خطيتي، وعُلق على خشبة.
لقد مات حبيبي بدلي، فلم تكن فيه خطية، بل عليه خطية حقها الموت (تثنية ٢١:٢١-٢٣)، حبيبي هذا الذي لم يعرف خطية، ولم يفعلها، بل كانت فّي أنا وأنا الذي فعلتها، لكن حبيبي حملها عني وشفع فيّ (إشعياء ١٢:٥٣).
ربما تسألني: ما اسم حبيبك؟
أجيبك أنه أغلى اسم في الوجود وفي الخلود: