شفنا في المقال اللي فات، و إحنا بنتكلم عن الكنيسة بيت الله، إن رغبة ربنا إنه يسكن وسط شعبه، والسُكنى معناها شركة ومقابله وأحاديث وشبع. وناخد بالنا إن الكلام هنا عن الشعب كمجموع مش عن أفراد، يعني زي ما هو مهم أنه تكون ليا شركتي الشخصية مع الرب، مهم جدًا إنه تكون ليا شركة معاه وأنا مع اخواتي.
بعد تَعرُّفه بالرب مباشرةً، مكتوب عن شاول (بولس) إنه «وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ» (أعمال٩: ١٩)، وأنقذه التلاميذ من اليهود (ع٢٣-٢٥)، وأول حاجه عملها لما راح أورشليم إنه «حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ» (ع٢٦)، وحاول اليهود اليونانيين إنهم يقتلوه (ع٢٩)، وبرضه الإخوة ساعدوه يمشي من أورشليم (ع٣٠). فِهمها شاول من بداية طريقه مع الرب. والكتاب بيقول: «وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ»؛ في إحدى الترجمات: ليس له مُسعِف! (جامعة٤: ١٠).
لكن أهمية الشركة والاجتماع حول الرب تزيد في عنينا لما نعرف أن دي رغبة الرب، بالتأكيد الله أبونا يحب يشوفنا مجتمعين كبيته حوالين ابنه. والرب يسوع رأسنا، وإحنا جسده، يحب يِظهر اهتمامه بينا من قيادة ورعاية وعلاج، «فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ (يُطعمه) وَيُرَبِّيهِ (يعتني به)، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ» (أفسس٥: ٢٩- ٣٠). بالتأكيد واحد من أهم أسباب الضعف الروحي لكتير من أولاد الله هو إهمالهم لاجتماعات الكنيسة. اقرا كده: «اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي» (مزمور٥٠: ٥)، «يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ» (خروج٣٤: ٢٣). لو الاجتماع مليان وأنا أو أنت مش موجودين يبقى فيه حاجه ناقصه!
لما تجتمع الكنيسة حوالين الرب، فيه دايمًا غرض للاجتماع. وفيه أنواع اجتماعات عرَّفنا بيها الكتاب وهي (اقرأ من فضلك الأجزاء الكتابية المذكورة).
اجتماع صنع ذكرى موت الرب، كسر الخبز، في أعمال٢٠: ٧ «وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا» و ده كل يوم أحد (أول الأسبوع) وهدفه زي ما الرب طلب مننا «اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي» (لوقا٢٢: ١٩).
اجتماع للصلاة (أعمال١٢: ٥، ١٢؛ ١تيموثاوس٢: ١-٨).
اجتماع للتعلّم من كلمة الله (درس الكتاب) (نحميا٨؛ أعمال٢: ٤٢).
اجتماع ممكن نسميه “اجتماع مفتوح”، بمعنى إنه مفيش حاجه مُرتبه فيه مُسبقًا، والمجال فيه متاح لكل اللي الروح القدس يقوده لحاجه فيها بُنيان للمجتمعين يقدمها. وده نلاقي وصفته في ١كورنثوس١٤: ٢٦ «فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ. فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ لِلْبُنْيَانِ... وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ».
اجتماع لطلب فكر الرب من جهة قضية تعليمية زي اللي حصل في أعمال ١٥، أو فحص أمر ظهر وسط الجماعة (عزرا٨ –١٠)، أو تدبير أمر يخص الخدمة والشهادة والعمل الروحي أو الاحتياجات المادية، وممكن كمان يكون لاتخاذ قرار بشأن حالة الأفراد زي مثلًا ١كورنثوس٥. النوعية دي من الاجتماعات معروفه باسم “الاجتماعات التدبيرية” وبحسب طبيعتها فبتكون أحيانًا قاصرة على المعنيين بالأمر.
لاحظ أن الصورة اللي قدمها الكتاب هي صورة الكنيسة المحلية، يعني الكل، كبار وصغار معًا، أكيد الصورة دي حلوة لما تلاقي الشباب مع الشيوخ والأطفال كمان وكله حوالين الرب! لكن الكتاب حط مبدأ إنه لو فيه حاجه للبنيان ممكن نزودها بس بالتأكيد متبقاش بديل عن الصورة الأصلية. فمثلًا اجتماعات أو الفُرص الخاصة بالشباب تبقى مفيده وللبنيان طالما بتسدد احتياج روحي عندهم بس ما تبقاش بديل عن اجتماع الكنيسة. ربما كشباب طبعًا هنميل أكتر لاجتماع الشباب وده طبيعي بحسب ميولنا، لكن مهم إن ده ميبقاش بديل عن اجتماعات الكنيسة ككل. أكيد بنتعلم كده من الرب يسوع لما كان وهو صبي «فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُم» (لوقا٢: ٤٦).
وجودنا كشباب مع إخواتنا بركة لينا وبركة لشعب الرب، لاحظ وجود “الأحداث” في قصة حنانيا وسفيرة وعملوا حاجه ربما كان صعب على الشيوخ يعملوها (أعمال٥: ٦، ١٠)، والنهاردة فيه حاجات كتير للكنيسة وفي الاجتماعات صعب تتعمل لو مفيش شباب بطاقتهم وحماسهم وابتكارهم.
لاحظ كمان وجود الفتى“ أفتيخوس” مع الكنيسة في الاجتماع أعمال٢٠: ٧-١٢. أعتقد أنه لو كان قاعد جوه أكتر، بعيد عن الشُبَّاك كان تجنب خطر السقوط!
الكتاب شبّه الأبناء في شعب الله بالزرع المغروس النامي مزمور١٤٤: ١٢ «لِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ الْغُرُوسِ النَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَل»، وقال كمان مزمور ٩٠: ١٣- ١٢«اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلهِنَا يُزْهِرُونَ، دول لما يكبروا هيبقوا مثمرين أكتر، ع١٤: أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا «(موفوري الصحة).
لاحظ أنه بالارتباط باجتماعات الكنيسة استعمل الكتاب تعبيرات زي “ كلما”، “متى اجتمعتم”، “ كانوا يواظبون” لأنه عاوز يشجعنا مش بس على التواجد لكن كمان المواظبة، «غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ» (عبرانيين١٠: ٢٥). كمان كان أمر الرب: «وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ» (خروج٢٣: ١٥؛ ٣٤: ٢٠)، يعني يكون عندنا اللي نقدمه للرب ولبركة إخواتنا. الحياة المُكرَّسه دي أفضل تقدمه للرب، لكن كمان وإحنا في محضره تكريسنا وتقديرنا ليه بنعبَّر عنه بشكر وبتسبيح. أحيانًا إحنا نقدم وأحيانًا نشترك في اللي يقدمه أخواتنا، لما بنقول: “آمين” إحنا بنصادق ونشارك مع اللي اتقدم.
عاوز أشجعك عزيزي الشاب إنك تشارك بترنيمة أو طلبة صلاة أو قراءة كتابية، وممكن الرب كمان يديك رسالة توصلها لإخواتك، خليك قريب من الرب ومُتاح للروح القدس ومُتجاوب مع صوته وقيادته ليك. عاوز أقولك من خبرة شخصية وخبرة كثيرين جدًا، إن التدريب على سماع صوت الرب في الاجتماع بيساعدنا على سماع صوت الرب في أمور حياتنا اليومية كمان وياما خير موجود قدامه، محضره ملآن بالجود والإحسان! أشبع بالرب وشبَّع الرب بيك! الرب وعد في متى ١٨ «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ» فما أعظم الامتياز! ربما يوصل الضعف إنه ميبقاش فيه غير اتنين أو تلاته، خليك واحد منهم وتأكد إن الرب موجود في الوسط وهذا يكفي!