نكد في شهر العسل

ماذا حدث للبطل؟! ألم يكن بالأمس يصول ويجول بين صرعة وَأَشْتَأُولَ؟! أليس هذا هو المكرس والنذير من بطن أمه؟! ألا يُعتبَر من: «بَنُو صِهْيَوْنَ الْكُرَمَاءُ الْمَوْزُونُونَ بِالذَّهَبِ النَّقِيّ»ِ. فكيف اكْدَرَّ الذَّهَبُ، تَغَيَّرَ الإِبْرِيزُ الْجَيِّدُ! انْهَالَتْ حِجَارَةُ الْقُدْسِ فِي رَأْسِ كُلِّ شَارِعٍ. (مراثي٤: ١، ٢).

نعم هو شمشون الذي معنى اسمه ليس مثل القمر، بل مثل الشمس. وأزيدك من الشِعرِ لا بيتًا، بل أبياتًا فشمشون هو الذي:

(١) قتل أسدًا وشقه كشق الجدي.

(٢) وهو الذي ربط ٣٠٠ من ابن آوى (نوع من الثعالب) كل اثنين معًا بمشعل وأطلقها فأحرقت المزارع.

(٣) في غزة حاصروه وأغلقوا باب المدينة عليه، فخلع مصراعي باب المدينة والقائمتين والعارضة ووضعها عل كتفه وصعد إلى الجبل متحديًا أعداءه.

(٤) قتل ألفًا بلحي حمار.

(٥) قتل ٣٠ رجلًا وسلب حللهم.

(٦) في عطشه شق الكفة التي في لحي فخرج منها ماء.

(٧) وأخيرًا هدم المعبد فقتل ٣٠٠٠.

أولاً: للسقوط خطوات

صديقي وصديقتي لم يسقط شمشون دفعة واحدة، ولكن هناك خطوات أدت إلى سقوطه العظيم هي كالآتي:

(١) خلي بالك ده مش مكانك

ذهب شمشون لثلاث مدن فلسطينية هي تمنة وغزة وأخيرًا سورق والتي معناها “مصيدة”. وكم من أبطال سقطوا لوجودهم في أماكن خاطئة فهل ننسى إبراهيم ونزوله إلى مصر، وإسحاق إلى جرار، ولوط لسدوم، وداود وصعوده على السطح، وجلوس إيليا تحت الرتمة، ويونان في بطن الحوت؟!

(٢) ده مش مقامك

أصر شمشون على الارتباط بفتاة من تمنة، ورغم رفض أبويه على هذا النير المتخالف، الذي لا يناسبه، فقد أصر على الارتباط بها لأنها حسنت في عينيه لا في عيني الرب. ولما باحت بسره لأصحابه وعرفوا حل الأحجية غضب وترك البيت لا بعد شهر من الزفاف، بل بعد أسبوع واحد هو أسبوع الوليمة ولما عاد بهدية ليفتقد امرأته، لم يجدها، لأن أباها أعطاها لصاحبه، فانتقم شمشون وأحرق الحقول، ولما عرف الفلسطينيون أنه بسبب التمني جاؤوا وأحرقوا الفتاة وأباها بالنار، فلم يكف شمشون بل ضربهم انتقامًا منهم، وذهبت الأفراح وحلت الأتراح.

(٣) إصرار رغم التحذيرات

لقد قابله ومن البداية أسد، وهو رمز لإبليس فكان عليه أن يتحذر ويراجع نفسه، وخطواته وقراراته، لكنه لم يفعل.

(٤) اللعب بالمقدسات والاختبارات

إن من شروط الانتذار للرب هو إرخاء شعره وعدم حلقه، رمزًا للخضوع للرب لكنه تهاون في ذلك.

(٥) تكرار نفس السقطات

كان قويًا أمام الرجال ضعيفًا أمام النساء، وتكررت السقطات.

(٦) النوم في وقت يستلزم اليقظة والثبات.

بينما الأعداء كانوا في الباب يتربصون به، نام على ركبتي دليلة، فيا لها من خيبة كبيرة.

ثانيًا: للخطية خسائر وغرامات

(١) فارقته قوته.

(٢) أذلّته رفيقته وحبيبته.

(٣) قلعوا عينيه وضاعت نضارته.

(٤) كان يطحن كالثور، وفقد كرامته.

(٥) خسر حضور الرب، بل وقد فارقه.

(٦) أهان الرب ولم يمجده.

(٧) الموت كان نهايته.

أصدقائي الشباب دعونا لا نتهاون أبدًا مع الخطية: «لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ» (أمثال ٢٦:٧)؛ فالذي شقَّ الأسد كشق الجدي، شقته امرأة في أعز وأغلى ما لديه، إذ قلعوا عينيه!!