من اعمال الروح القدس اعطاء الوحى
للروح القدس أعمال كثيرة ومتعددة؛ منها ما انتهى ومنها مالم ينته بعد. ومن ضمن أعمال الروح القدس التى انتهت: إعطاء الوحى «لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بطرس1: 21)، «كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع» (2تيموثاوس3: 16).
مكتبة أم كتاب؟
عندما نُلقى نظرة عامة على الكتاب المقدس، نلاحظ من الوهلة الأولى أنه ليس كتاباً واحداً ولكنه مكتبة تشمل كتباً كثيرةكُتبت بأقلام كثيرين على مر عصور طويلة. ولكننا نلاحظ أن هذه الكتب المختلفة يكمل بعضها بعضاً ويفسر أحدها الآخر فى وحدة عجيبة؛ وذلك لأن هذه الكتب كتبها أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس الواحد؛ ولذلك فهذه الكتب هى كتاب واحد.
معنى كلمة وحى
لا يقول المسيحيون إن الكتاب المقدس نزل من السماء بكلماته وحروفه، ولكننا نؤمن بأن «أناس الله القديسون» قد كتبوا ذات كلمات الكتاب المقدس وهم «مسوقون من الروح القدس». فالوحى يتضمن إعلان الله لأناس الله بما أراد أن يعلنه من أخبار وتعاليم وأسرار؛ إذ قيل عن رسل وأنبياء العهد الجديد أنهم «وكلاء سرائر الله» (1كورنثوس4: 1). ومن قراءتنا لرسالة كورنثوس الأولى ص2 نفهم أن: أمور الله وما أعده لنا الله والأشياء الموهوبة لنا من الله، تلك الموجودة فى أعماق الله والتى يعلمها تماماً روح الله أعلنت لرسل العهد الجديد وكُتبت بالوحى فى كلمة الله؛ كل ذلك لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح (إقرأ 2تيموثاوس3: 16-17).
ماذا يقول الكتاب المقدس عن نفسه ؟
شهد الكثير من أنبياء العهد القديم على أنهم تكلموا بالنبوة عندما حل الروح القدس عليهم ومن أمثلة ذلك
داود: «روح الرب تكلم بى وكلمته على لسانى» (2صموئيل23: 2).
حزقيال: «وحلَّ علىَّ روح الرب وقال لى قل ....» (حزقيال11: 5).
ميخا: «لكننى أنا ملآن قوة روح الرب وحقاً وبأساً لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته» (ميخا 3: 8).
الأنبياء عموماً: «وأشهدت عليهم بروحك على يد أنبيائك» (نحميا9: 30).
وقد أكد الرب يسوع على أن الوحى فى كتب العهد الجديد عن طريق الروح القدس عندما قال «وأما المعزى، الروح القدس ... فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم» (يوحنا14: 26)مشيراً بذلك إلى الأناجيل وأيضاً قال فى يوحنا 16: 13«وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» مشيراً بذلك إلى سفر أعمال الرسل والرسائل.
وقال أيضاً فى نفس هذه الآية عن الروح القدس أنه «يخبركم بأمور آتية» مشيراً بذلك إلى سفر الرؤيا وأقوال كثيرة فى الرسائل.
الوحى اللفظى
نحن نؤمن بكمال الوحى لفظاً ومعنى، وذلك لسبب بسيط هو أن الكلمات تعبير عن الأفكار، ولا نعرف كيف نحصل على المعنى إلا من خلال الكلمات؛ فالروح القدس لكى يوصل لنا أفكاراً موحى بها فلابد أن يكون ذلك عن طريق كلمات موحى بها. وقد قال الرب يسوع فى متى 5: 18 «فإنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل». ومن الضرورى أن نعرف أن الوحى لم يكن باللغة العربية أو الإنجليزية أو ... ولكن استخدم روح الله اللغات السائدة بين الشعوب الذين وجه الرب رسالته إليهم؛ واللغات الأصلية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى العبرية للعهد القديم، واليونانية للعهد الجديد؛ والكتاب المقدس الذى بين أيدينا هو ترجمة هذه اللغات.
الكتاب المقدس هو قوة الله
أخذ أحدهم كتاب «العهد الجديد» الخاص به إلى محل التجليد ليغلفه بجلد فاخر ويكتب على حافته «العهد الجديد» بحروف من الرقائق الذهبية وكان ذلك باللغة الإنجليزية؛ وفى الوقت المحدد للإستلام ذهب فوجد كتابه مغلفاً تغليفاً جميلاً إلا أن صاحب المحل اعتذر له قائلاً: «لم أجد فى محلى القدر الكافى من الحروف لأكتب كل الكلمات The New Testament فاضطررت أن أختصرها بأن أكتب الحروف الأولى فقط TNT (وهى مادة شديدة الإنفجار)، فنظر إليه الرجل وقال «هذا حق إنه ديناميت؛ إنه قوة الله»؛ «لأنى لست أستحى بإنجيل المسيح قوة الله للخلاص لكل من يؤمن» (رومية1: 16).
أحبائى: إن الكتاب المقدس ليس كتاباً عادياً يمكن قراءته مرة أو مرتين ثم يوضع جانباً؛ بل هو الكتاب الجدير بالقراءة والدراسة على الدوام ومدى الحياة فنحن نحتاج إلى النور الذى يضئ لنا الطريق كل الوقت، وأيضاً نجد فيه غذاءنا الروحى الذى بدونه تضعف حياتنا الروحية وتنهار.
صلِ معى هذه الصلاة: «علمنى يارب طريق فرائضك فأحفظها إلى النهاية، فهمنى فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبى، دربنى فى سبيل وصاياك لأنى بها سررت» أَمِلْ قلبى إلى شهاداتك لا إلى المكسب» (مزمور119: 33-36) آمين.