ثلاثة شبان تلمع أسماؤهم على صفحات الكتاب المقدس نقرأ عنهم فى حداثتهم وفى رجولتهم. فى الأصحاح الأول من سفر دانيال نقرأ عنهم عندما سباهم نبوخذنصر من بلادهم وكان لهم من العمر حوالى خمسة عشر عاماً وفى الأصحاح الثالث عندما واجهوا أتون النار وكانوا وقتها فى سن الرجولة.
الفتية الثلاثة
فتيان مكرسون :
إنهم المعروفون بأسماء شدرخ وميشخ وعبدنغو ولكن ليست هذه أسماءهم الأصلية إذ كانت لهم أسماء عبرية مرتبطة بالله: حنانيا ويعنى «الله حنان» وميشائيل أى «مَنْ مثل الله» وعزريا «الله يُعين». حاولوا فى السبى أن يُنسُّوهم إرتباطهم بالله بتغيير أسمائهم وإضافة آلهة البابليين إلى أسمائهم الجديدة فأخذ حنانيا إسم «شدرخ» أو «أمرآخ» وآخ كان معبود القمر عند البابليين. وميشائيل تغير إلى «ميشخ». فبدلاً من «مَنْ مثل الله» أصبح «مَنْ مثل آخ». وعزريا تغير إلى «عبدنغو». ونغو هذا، هو معبود النار عند البابليين ، على أن هذا التغيير فى الأسماء لم يغير تكريس قلوبهم لإلههم الحى العظيم.
أخى الشاب هل قلبك للمسيح؟ وهل تواجه كل محاولات من العالم للتأثير على مبادئك وأفكارك بتعلقك بالرب وحده؟
ظروف صعبة
وارتباط الفتية الثلاثة معاً يعلمنا درساً هاماً عن التأثير القوى الذى للصداقات. فوجودهم معاً كان له أقوى الأثر فى حفظهم من الشرور التى فى مدينة بابل بل وفى مدرسة بابل.
فهم عاشوا فى مد-ينة شريرة وارتبطوا إجبارياً بمدرسة داخلية لمدة 3 سنوات، كانوا يُقيمون فيها آكلين شاربين دارسين. غيروا أسماءهم ولغتهم وأسلوب حياتهم وحتى طعامهم. وماكان لهم حرية ترك هذا الوسط الصعب أو حتى الحصول على بعض العطلات. لكنهم صمموا ألا يفعلوا شيئاً يتعارض مع كلمة الله التى تعلموها وأحبوها. ولاشك أنه كانت لهم فرص صلاة معاً فيها يسكبون قلوبهم أمام الله العظيم وينالون منه الحكمة والقوة للنصرة على تيار الشر المُحيط بهم. هل أدركت إذاً أهمية صداقاتك؟ مَنْ هم الأصدقاء الذين تختارهم وتقضى معظم وقتك معهم؟ «رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظى وصاياك» (مزمور119: 63). ويقول سليمان الحكيم «المُساير الحكماء يصير حكيماً ورفيق الجهال يُضَّر» (أمثال13: 20). هل تبحث فى مدرستك أو جيرانك عن المؤمنين الحقيقيين؟ هل تتحدث معهم فى أمور تخص الرب؟ هل فكرت فى أن ترتب وقتاً لتصلى معهم؟.
إمتحان صعب
صنع الملك نبوخذنصر تمثالاًَ من ذهب وطلب من الجميع السجود أمام التمثال. وانحنى الجميع وسجدوا للأرض ماعدا هؤلاء الثلاثة الذين صاروا الآن رجالاً.
بلغت الأخبار للملك الذى إستشاط غضباً وأحضرهم وحقق معهم وهددهم بالطرح فى أتون النار. لكنهم أجابوه بشجاعة وثقة إنهم لن يسجدوا حتى ولو كلفهم ذلك حياتهم.
أخى الشاب ، نبوخذنصر يمثل الشيطان رئيس هذا العالم. وهو يقدم عروضاً كثيرة للناس وللشباب خاصة لكى يسجدوا له ويبتعدوا عن الإله الحقيقى. فالمال مثلاً هو أحد الآلهة التى يقدمها للناس، والمسيح علَّمنا «لايقدر أحد أن يخدم سيدين» (متى6: 24). ليس المال فقط بل الشهوات والكبرياء والشهرة ومحبة الذات (لوقا12: 19)، والطمع (كولوسى3: 5). كل هذه الأمور من ورائها إبليس رئيس هذا العالم. وكل إنسان أمامه اختيار إما أن يسجد له أو يسجد للإله الحقيقى. هل قلبك متعلق بالرب يسوع المسيح الذى «هو الإله الحق (الحقيقى) والحياة الأبدية؟ هل نُصغى لقول يوحنا الرسول «أيها الأولاد إحفظوا أنفسكم من الأصنام»؟ 1يوحنا5: 20، 21
شجاعة وأمانة
رفض الأبطال الثلاثة السجود للتمثال وأعلنوا عن ثقتهم فى إلههم «هوذا يوجد إلهنا الذى نعبده يستطيع أن يُنجينا من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك. وإلا فليكن معلوماً لك أيها الملك أننا لانعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذى نصبته» (دانيال3: 17، 18). ألقاهم الملك فى الأتون لكن الرب نفسه جاء ليكون معهم مُتمماً وعده «إذا مشيت فى النار فلا تُلذع واللهيب لايحرقك» (إشعياء43: 2). لاتخف ياأخى من أن تواجه إضطهاداً أو إفتراءً من أجل أمانتك للمسيح وتمسكك به وبكلمته. إعلم أنه لابد أن تتألم قليلاً عندما تمتنع عن مغرياته وترفض معروضاته. ربما تجد نفسك وحيداً أو حتى مُضطهداً لكن ستختبر فى ذلك الوقت رفقة رب المجد لك. ويالها من رفقة !
فى معسكرات الإعتقال الشيوعية قُبض على جمع من الشباب وكانوا عشرين. ودخل الضابط الشيوعى وعدّهم قائلاً : أنتم عشرون وقال شاب : لا بل نحن واحد وعشرون، وعدّ الضابط مرة أخرى وقال أنتم عشرون، ورّد عليه نفس الشاب : بل واحد وعشرون، وإذ أعاد العد، قال: ومَنْ هو الواحد والعشرون !! ..... فأجاب الشاب: إنه الرب يسوع المسيح !!