شبت النيران في منطقة غابات شاسعة مترامية الأطراف. وسارع رجال الإطفاء بكل معداتهم المتقدمة في محاولة للسيطرة علي النيران. ومرت الساعات ولم تُجْدِ المحاولات، وأصبح من المؤكد أن النيران ستأتي علي الغابة بأكملها.
كان في وسط هذه المنطقة بقعة سكنية، هلع سكانها من الأخبار التي وصلت إليهم بأن النيران تحاصرهم من كل جهة؛ ووقفوا جميعاً عاجزين ينتظرون مصيرهم المحتوم بفعل النار القادمة التي تلتهم كل ما أمامها.
ولكن فجأة طرأت فكرة لأحد سكان البقعة؛ وقام فوراً لتنفيذها. فقام بإحراق أشجار منطقة محدودة حتي تحولت إلي رماد، وأطلق نداء لجميع السكان:
«إذا أردت النجاة؛ قف حيث كانت النار». نعم، فعندما تأتي النيران لن تجد ما تلتهمه في هذه البقعة، فيأمن المحتمون بها. وهكذا صَدَّقَ البعض ولجأوا إلي تلك البقعة، ومرت الساعات واقتربت النيران؛ لكنها لم تمس تلك البقعة التي سبق واحترقت، ونجا من فيها في حين احترق من لم يُلَبِّي النداء.
هل تدري يا صديقي أن نداء مثل هذا يوجه لك؟
إن نيران الدينونة آتية لا محالة علي العالم الخاطئ؛ لكن المسيح -طواعية- سبق واحتمل علي الصليب كل نيران العدل الإلهي. وهو يدعوك الآن أن تقبله بالإيمان فتكون فيه بلا لوم أو دينونة فتأمن. فهل تُقبل إلي من احتمل عنك النيران؟!
«إذاً لا شئ من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع» (رومية 8: 1).