في صباح يوم 6/ 7 /1881 ، كانت كيتي شيلي تلاعب قطتها الصغيرة في حديقة بيتها الجميلة. ولما تزايد سقوط المطر أخذت كيتي قطتها ودخلت المنزل. ومن وراء زجاج النافذة رأت كيتي كيف تحول سقوط الأمطار إلي عواصف رعدية، وكيف فاض النهر الذي كان يبعد أقل من كيلومتر واحد من منزلها. ولكن فجأة هالها المنظر ... ياللكارثة ... لقد تحطم الجسر الذي علي النهر... إذاً سيغرق ركاب قطار الاكسبريس الذي كان موعد وصوله قد اقترب. بسرعة قررت كيتي أن تذهب إلي ناظر المحطة لتخبره بالكارثة؛ لكن المسافة إليه كانت تزيد عن كيلومترين، ولم يكن لديها وسيلة مواصلات، والجو ملئ بالأمطار والبروق والرعد والرعب.
ولكن لما رأي أبويها إصرارها أعطوها مظلة صغيرة ومصباحاً وصلوا لأجلها وقالوا لها
«اذهبي يا بنتي، ربما تكونين سبب نجاة لمئات في القطار».
خاضت كيتي الطرق الوعرة بكل همة وبأقصي سرعة، حتي وصلت إلي ناظر المحطة؛
وهناك أخبرته وهي تلهث بما رأته عيناها.
وبسرعة أرسل الناظر العمال ليضعوا علامات الخطر الحمراء في طريق القطار.
اقترب القطار، ولاحظ السائق العلامات الحمراء فأوقف القطار؛ وعندذا عرف جميع من في القطار المصيبة التي كانت ستحل بهم حتماً... وخرجت الجرائد الأمريكية في صباح اليوم التالي تحمل اسم كيتي شيلي التي أنقذت بشجاعتها مئات الركاب في قطار كان يحق أن يسمي قطار الموت.
صديقي.. لعلك سمعت عن د.ل.مودي المبشر الشهير.. هل تعرف أهم ما أثر في حياته وكتبه في مذكراته. لقد كان المؤتمر الذي حضره في انجلترا سنة 1867، والساعة التي تكلم فيها دكتور داف. كان داف مرسلاً إلي الهند قضي هناك 35 سنة يكرز بالإنجيل. ولما عاد إلي بلدته «أدنبره» بجسم محطم، أُعطيت له الفرصة ليخاطب المحفل العام لحثه علي إرسال كارزين إلي الهند التي لا تعرف المسيح. وبعد أن تكلم مدة طويلة، بلغ به الإعياء حد أن أغمي عليه. فحملوه من قاعة المحاضرات إلي مكان آخر، وهناك أسعفه الأطباء حتي أفاق. ولما أفاق أصر علي الذهاب مرة أخري إلي قاعة المحاضرات. وتحامل علي قدميه وقال «إنني لم أُتم حديثي، احملوني إلي هناك لاتمه». فقالوا له أن ذهابه إلي هناك سيعرض حياته للموت؛ لكنه أجابهم«سأذهب ولو مت». فحملوه إلي القاعة، وبدأ يكمل وهو يرتعش والدموع تجري من عينيه أنهاراً: «يا آباء وأمهات اسكتلندا، هل حقاً ليس لديكم أولاد لترسلوهم لعمل الرب في الهند؟! أما كنتم تقدمون أولادكم بسخاء لو طلبت الملكة متطوعين للجيش؟! والآن عندما يطلب الرب يسوع عمالاً، أتجيبه اسكتلندا بأنه ليس لديها؟! بالنسبة لي، بالرغم من أني جئت لأموت هنا في أرض الوطن، لكن في حالة عدم وجود من يذهبون ويبشرون ويضعون علامات التحذير الحمراء أمام الملايين في الهند من الذين يهوون إلي البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، فإني سأعود». قالها بدون تردد «نعم سأعود إلي شواطئ نهر الكينج لأضع حياتي شهادة لابن الله».
صديقي القارئ.. صديقتي القارئة.. كم من علامة حمراء يضعها الرب في طريقك كل يوم ليحذرك لكي ترجع إليه؟! .. تأكد أن أناة الله تنتظر (1بطرس3: 20)، لكن .. «أم تستهين بغني لطفه وإمهاله وطول أناته؟ غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك للتوبة؛ ولكن من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة» (روميه2: 4-6). كم من الحوادث نجاك الرب منها؟ وكم من الأمراض شفاك الرب منها؟ وكم من آلاف الحوادث والحروب أو المجاعات تحصد من بني جنسنا الآلاف يومياً؟ .. إنها علامات حمراء وتعال معي الآن إلي العلامة الحمراء التي تنجي؛ دم يسوع المسيح؛ «دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» (1يوحنا1: 7). فهل تتحذر؟! بل وتحذر من حولك وتخبرهم بالنجاة التي في المسيح، وبكمال وكفاية عمله علي الصليب؛ لتكون كالفتاة المسبية التي ربحت قائداً عظيماً بكلمات قليلة (2ملوك5: 2-4)، ومثل كيتي شيلي؟