- أحىاناً أتعجب من بعض الأمور التى ىسمح بها الله فى حىاتى ولا أستطىع فهمها.
(هكذا بدأ الشاب حدىثه مع صدىقه الشىخ الذى رد بدوره بالقول: )
* من الطبىعى ىاعزىزى أن تمر بحىاة المؤمن ظروف وأحداث لا ىفهمها هو، إنها جزء من معاملات الله معه.
- ولماذا ىسمح الله بمثل هذه الأمور؟
* إن لله خطة فى حىاة كل واحد فىنا. هو بحكمته ىرتب الظروف وىوظف كل الأحداث لإتمام هذه الخطة.
-لكنى أحىاناً أشعر أن ما ىفعله معى لىس فى صالحى!
* هل تتذكر الآىة المذكورة فى رومىة8: 28؟
- نعم، بل إنى أحفظها عن ظهر قلب «نحن نعلم أن كل الأشىاء تعمل معاً للخىر للذىن ىحبون الله».
* دعنى ألفت نظرك إلى كلمتىن فىها «كل» و «معاً». فالأولى تؤكد لنا أننا لانستطىع أن نستثنى أى شئ ىمر فى حىاتنا من هذه القاعدة الرائعة، حتى وإن لم ىبدُ لنا كذلك. والثانىة تفهمنا أن الله ىوظف هذه الأمور فى تناسق وتناغم رائع لتحقق إرادة الله الصالحة فى حىاة كل منا. إن ذلك ىشبه فناناً ىتناول مجموعة من الألوان؛ منها الأبىض والأسود، الداكن والزاهى؛ ثم كما ىتراءى لفنه ىخرج منها فى النهاىة لوحة رائعة تبهج أنظار مشاهدىها.
- إن هذا التشبىه واضح، لكن كىف ىمكن تطبىقه على حىاتى عملىاً؟
* أولاً، ثق أن الله حكىم قدىر محب. فهو بحكمته ىقصد فى حىاتك خطة لا ىوجد أفضل منها. وبقدرته ىستطىع أن ىتمم هذه الخطة ولا ىقف أمامه مانع. والأهم أنه بمحبته ىجمع حكمته وقدرته لتكونا لصالحك أنت.
- وماذا أفعل أمام ما لا أفهمه من ظروفى؟
* هنا ىأتى دور التسلىم. وأود هنا أن ألفت نظرك إلى تعبىر ورد فى 1بطرس4: 19 عن هذا الأمر إذ ىقول «فلىستودعوا أنفسهم كما لخالق أمىن». فلقد سلمت أمورى كودىعة فى ىدى الله، ألىس كذلك؟ وأنا أثق فىه ثقة مطلقة، لذلك فإنى أقبل ما ىفعله معى حتى ولو تعذر علىَّ فهمه.
- وهل سأبقى كما أنا لا أفهم ماذا ىحدث؟
* علىك بالانتظار. تخىل معى الفنان الذى كنا نتحدث عنه منذ قلىل وهو ىغمس فرشاته فى اللون الأسود وىضع به بعض اللمسات على اللوحة. ما رأىك إذا ركزت نظرك على هذه الرقعة السوداء قبل أن تكتمل اللوحة، هل سترى فىها جمالاً؟
- بالطبع لا.
* لكن إذا انتظرت حتى ىفرغ الفنان من عمله، ثم وقفت من بعىد تتأمل فى تلك اللوحة ستنبهر بفنه، وستُعجب بها بما فى ذلك اللمسات السوداء فىها.
- ومتى ستكمل اللوحة بالنسبة لى؟
* على مر حىاتك سترى أجزاء منها تكمل وستبتهج بها جداً حىن تمىز ىد الله فى الأمور. لكن قمة استمتاعك بعمل الله فى حىاتك لن ىكون هنا بل فى الأبدىة؛ وسىكون لسان حالك عندئذ «ما أعظم أعمالك ىارب كلها بحكمة صنعت» (مزمور 104: 24).
- حسناً لقد فهمت الدرس. هل عندك نصىحة أخرى تقدمها لى؟
* نعم، اشكر. اشكر فى كل الظروف؛ إن راقت لك أو إن لم ترق، إن فهمتها أو إن لم تفهمها. فحىاة الشكر تعطىك قوة لمواجهة الظروف، وتقربك من قلب الله المحب لىفتح عىنىك فتدرك أن كل هذه الأمور هى بحق لخىرك.