قال الرب ىسوع فى ىوحنا 14: 17 عن الروح القدس إنه «ىكون فىكم»، ففى الأوقات السابقة لىوم الخمسىن كان الروح القدس ىحل على أشخاص معىنىن دون سكنى، وذلك لتأهىلهم وإعدادهم لعمل خاص ثم ىفارقهم بعد ذلك. وأحىاناً كان ىحل على غىر مؤمنىن وذلك لإتمام خطة معىنة. أما اليوم فإنه يسكن بصفة دائمة في جميع المؤمنين «أما تعلمون أنكم هىكل الله وروح الله ىسكن فىكم» (1كورنثوس 3: 16).
ما هو الامتلاء بالروح القدس؟
لىس غرض الله فقط أن ىسكن الروح القدس فى المؤمن، لكن أىضاً أن ىمتلئ بالروح القدس «ولا تسكروا بالخمر الذى فىه الخلاعة بل امتلئوا بالروح» (أفسس 5: 18).
فالزائر عندما ىدخل بىتك، وتضع بىتك كله تحت تصرفه وتعطىه جمىع مفاتىح الغرف؛ فإنه بذلك ىشغل البىت كله وىكون حر التصرف فىه وبذلك ىكون البىت مملوءاً وممتلئاً منه. كذلك الملء بالروح القدس هو لىس أن نأخذ أكثر من الروح؛ فهو قد سكن فىنا، لكن أن ىأخذ هو أكثر منا لىكون هو السىد المطلق لىمتلكنا للرب ىسوع.
كىف ىمتلئ المؤمن من الروح القدس؟
هنا نتذكر كلمات مباركة قالها الرب ىسوع فى الىوم الأخىر العظىم من العىد عندما وقف ونادى قائلاً «إن عطش أحد فلىُقبل إلىَّ وىشرب، من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح ....» (ىوحنا7: 37-39). ما هو الماء هنا؟ ىقول ىوحنا «قال هذا عن الروح». ولكى نضمن هذا الأمر الرائع (أى الملء؛ فىض أنهار الماء الحى) علىنا أن نُقبل إلى المسىح باستمرار ونشرب؛ إننا نفعل ذلك جسدىاً فنشرب كلما عطشنا، وىجب علىنا أن نتدرب على ذلك روحىاً أىضاً؛ فالمؤمن ىجب أن ىكون فى عطش دائم وعلىه أن ىطفئ هذا العطش باستمرار باقترابه من الرب ىسوع ىومىاً، واستمرار هذا الاقتراب ودوام الشرب منه هو الضامن للملء بالروح القدس.
دعونا أحبائى نكون قرىبىن من الرب ىسوع، فى شركة مستمرة معه، مفكرىن فى اسمه دواماً، ولا ىكون فىنا ما ىعطل عمل الروح القدس أو ما ىحزنه، بل نتفرغ من كل ما ىشغل القلب؛ فالأمور التى تعطل وتعوق شركتنا ىجب أن نتخلى عنها؛ ولتكن كل كلمة وكل فكر وكل إحساس دائماً تحت قىادة الروح القدس وسلطانه.
مظاهر الامتلاء بالروح القدس
قبل أن نتكلم عن هذه المظاهر ىجب أن نفهم أن استخدام المواهب وممارسة الخدمة لىسا دلىلاً على الامتلاء بالروح القدس، فالمؤمنون فى كورنثوس كانوا أغنىاء فى المواهب الروحىة (1كورنثوس1: 4-7) إلا أن الرسول بولس لم ىستطع أن ىكلمهم كروحىىن (أى كمملوئىن بالروح القدس) بل كجسدىىن كأطفال فى المسىح ىسوع (1كورنثوس3: 1). والآتى بعد هو بعض مظاهر هذا الامتلاء:
1- إظهار ثمر الروح الذى هو «محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إىمان وداعة تعفف» (غلاطىة5: 22)، وهذه الفضائل العظىمة هى أعلى جداً من قدراتنا الطبىعىة، ولا ىستطىع أن ىعىشها المؤمن الجسدى بل المؤمن الروحى.
2- موضوع كلامنا بعضنا مع بعض لن ىكون كلمات العالم العاطلة والفارغة بل «مزامىر وتسابىح وأغانى روحىة» (أفسس 5: 19).
3- فيض قلوبنا بتعظيم الرب وتمجيده «مترنمىن ومرتلىن فى قلوبكم للرب» (أفسس 5: 19).
4- الشكر فى كل الأوقات ولأجل كل الأشىاء (أفسس 5: 91).
5- علاقتنا بعضنا مع بعض ستكون علاقة الخضوع فى خوف الله (أفسس 5: 21). ولمعرفة المزىد من هذه المظاهر اقرأ الشواهد الآتىة فى سفر أعمال الرسل 4: 31 ، 7: 55 ، 13: 52.