تحدثنا فى مرة سابقة عن بركة القراءة اليومية، ونريد الآن أن ننبه إلى أهمية القراءة المنتظمة (بالتتابع)، للوصول إلى أكبر فائدة من قراءة الكتاب المقدس؛ فلا يصح أن تقرأ الكتاب كيفما اتفق، بل يجب أن يكون لديك أسلوب معين وطريقة محددة للقراءة. وأعتقد أن أبسط طريقة وأكثرها نفعاً هى أن تبدأ بقراءة السفر أصحاحاً تلو أصحاح حتى تنتهى منه فى قراءة متتابعة.
يحتوى الكتاب المقدس على 1189أصحاحاً. فإذا قرأنا بمعدل 3 أو4 أصحاحات كل يوم (3أصحاحات كبيرة أو 4 صغيرة) سيمكننا أن نُتم قراءة الكتاب المقدس كله فى عام واحد. وكثيرون وجدوا بركة عظمى فى إتمام قراءة الكتاب المقدس مرة كل سنة. وإن كانت الكمية ليست لها الأهمية الأولى، بل ينبغى أن نقرأ بتمعن وبتركيز وبفهم. وستساعدنا القراءة المنتظمة جداً على الفهم؛ كيما نتابع قصد الروح القدس من هذا الجزء، ونفهم الجزء فى ضوء الكل، والنص فى ضوء القرينة. بهذا الأسلوب نضمن ألا ننسى جزءاً من كلمة الله لأن «كل الكتاب موحى به من الله، ونافع ... لكى يكون إنسان الله كاملاً» (2تيموثاوس3: 16، 17).
وكما فى الحياة الطبيعية قد يصاب الإنسان بسوء تغذية إذا أهمل تماماً أنواعاً من الأطعمة تحتوى على عناصر غذائية معينة، هكذا فى الحياة الروحية اذا أهملت باستمرار جزءًا ما من كلمة الله. ولقد كانت هذه هى الطريقة التى استخدمها المسيح مع تلميذى عمواس إذ ابتدأ من موسى (الأسفار الأولى فى الكتاب) ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب.