رأيت قطعة من الجليد وقد داعبتها أشعة الشمس الذهبية في مستهل الربيع وكأنها تقول:
- أنا أحب ولذلك أنا أذوب، ومستحيل ان احب واوجد معا.
فانه لابد من الاختيار بين أمرين.
وجود بدون حب وهذا هو الشتاء القارس الفظيع.
وحب بدون وجود وهذا هو الموت في مطلع الربيع.
عندئذ أحنيت رأسي في خشوع مناجيا ربي يسوع، الذي ذاب قلبه كما تذيب النيران الشموع. أنت الذي في يوم قادم ستذوب من وجهك الأرض والتلال(عا9: 5)، بل وحتى العيون في أوقابها تذوب.
ان حبك يا سيدي قد أسر قلبي أسرا يا من سفكت الدم سفكاً وسكبت الدمع سكباً. ففي صليبك رأيت العطاء: ..رأيت الفداء وذقت المحبة
لقد ذهبت إلى الصليب طائعا وانت المطاع. قديما يسأل الابن الوحيد أباه إبراهيم* أبي: هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة؟
ما كان إسحق يدري أما أنت يا سيدي تدري..وحملت الصليب كما حمل إسحق الحطب وجازت في نفسك السكين فسكبت شكواك كمسكين.
أه يا سيدي أنحني مرة أخرى أمام محبتك القوية، فخذ بيدي فأحبك أكثر من أي حبيب.
لا يكن في قلبي إلاك يا حبيبي
ولتكن في قلبي كنزي وطيبي
وللبعيدعطرا يفيح وللقريب
ويسأل الجميع من هو حبيبي