هناك تساؤلات كثيرة حول الكتاب المقدس الموجود معنا الان ,مثل هل هذا هو نفس الكتاب الاصلي الذي بدأ في كتابته الانبياء والرسل منذ حوإلى 3500 سنة؟ كيف تضمن أنه لم يحدث أي حذف أو اضافة أو تحريف على مر هذه السنين الطويلة؟
ونظرا لاهمية هذه التساؤلات سنقدم في اعداد متتإلىة اجابة تفصلية تحوي بعض الحقائق الهامة حول الكتاب المقدس
اولا: كيف ومتى كُتب الكتاب المقدس؟
أ-الوحي:
« كل الكتاب هو موحي به من الله» (تيموثاوس الثانية 3: 16) الوحي هو تأثير روح الله وسلطانه الكامل على الأنبياء لكي يكتبوا بدون أي خطأ، لا المعاني فقط بل الكلمات أيضا (متى5: 18) مثلاً كما يملي المديرالرسالة على السكرتيرة.
لقد أعطى الله أمراً بتسجيل ما يريده ابتداءً من موسي النبي (خروج 17: 14) وحتى يوحنا الرسول (رؤيا 1: 11).
ب- المواد المستخدمة في الكتابة:
« انحت لك لوحين من حجر، فأكتب أنا» (خروج 34: 1)
«كان يقرأ.... وأنا كنت أكتب في السفر بالحبر» (إرميا 36: 18)
1- المواد التي كتب علىها :
ورق البردي : كان يصنع من نبات البردي المصري وهو لا يعيش طويلاً إلا إذا حُفظ في أماكن جافة.
الرقوق : كانت تُصنع من جلود الحيوانات المختلفة بعد تنظيفها ومسحها وتجفيفها.
الألواح : كانت من الأحجار أو الفخار.
2- أدوات الكتابة : الأقلام المعدنية: الحديد بأشكال مختلفة، وتستخدم للكتابة على الحجر أو الفخار. قلم من الغاب: يشبه الريشة ويبلل بالحبر ويكتب به على البردي والرقوق.
3- أشكال الكتب القديمة :
الدرج : من البردي أو الرقوق الذي يلصق في بعضه بأطوال مختلفة تكون في المتوسط 10 أمتار ثم يطوي (لوقا 4: 20).
ج- أنواع الكتابة:
الكتابة المنفصلة : أي تُكتب الحروف كبيرة ومنفصلة عن بعضها. كما كانت الكتابة بدون فواصل بين الكلمات.
د- تاريخ كتابته :
- أول كاتب هو موسي النبي (حوإلى سنة 1500 ق.م)، وآخر كاتب هو يوحنا الرسول (حوإلى سنة 100م). -اشترك في كتابته حوإلى 40 شخصا من خلفيات مختلفة منهم الملوك والفلاسفة وكذلك صياد السمك وراعي الغنم. - كُتب في أماكن مختلفة من العالم. - كُتب العهد القديم باللغة العبرية، ماعدا بعض الاجزاء الصغيرة باللغة الارامية، بينما كُتب العهد الجديد باللغة إلىونانية.
هـ- تجميعه :
العهد القديم :
- حُفظ ما كتبه موسي بواسطة شعب إسرائيل، ثم كان يضاف إلىه ما يكتب بعد ذلك وهذا واضح من يشوع 1: 7-8، دانيال 9: 2، ارميا 25: 12 ، 29: 10-14.
- بعد أن حدث خراب أورشليم وسُبي الشعب بواسطة نبوخذنصر حوإلى سنة 006ق.م، ثم رجوع الشعب ايام الملك كورش الفارسي حوإلى سنة 540 ق.م قام عزرا الكاتب بجمع أسفار العهد القديم في كتاب واحد يحوي 24 سفراً،
وقسِم إلى ثلاثة أقسام وهي :
1- الشريعة (التوراة):
يحوي أسفار موسي الخمسة (التكوين-الخروج -اللاويين -العدد-التثنية)
2- الأنبياء:
يحوي ثمانية أسفار مقسمة إلى: الأنبياء الأولين: يشوع- قضاة- صموئيل (كان السفرين في الأصل سفراً واحداً)- الملوك (كانا سفراً واحداً).
الأنبياء المتأخرىن: إشعياء- إرميا- حزقيال- الأنبياء الصغار الإثني عشر (كانوا سفراً واحداً).
3- المزامير والكتب :
وتحتوي على إحد عشر سفراً وهي: المزامير- الأمثال- أيوب- نشيد الأنشاد- راعوث- مراثي إرميا- الجامعة- استير- دانيال- عزراو نحميا- سفرا اخبار الأيام (وكانا سفراً واحداً) (أنظر لوقا 24: 44، متى 23: 35)
العهد الجديد :
-كانت الاناجيل والرسائل تتناقل بين الكنائس وتُقرأ في الاجتماعات العامة بمجرد كتابتها (كولوسي 4: 16، 2 بطرس 3: 15-16).
- أول قائمة متوفرة لدينا لأسفار العهد الجديد كما نعرفها الآن قدمها القديس أثناسيوس الاسكندري عام 367م وهي تحتوي على 27 سفراً.
- أقرت المجامع الكنسية تلك الأسفار التي كانت الكنائس تستخدمها من البداية اعتبارا من عام 393م.
و- عمل النسخ:
- كان أمر الرب للشعب قديماً أن يحفظوا كلماته ويعلموها لأولادهم ويكتبوها في بيوتهم
- كان على كل ملك عند توليه العرش أن يكتب لنفسه نسخة من الشريعة (تثنية17: 81-91).
- كان عمل نسخ من الكتاب يخضع لشروط قاسية جداً لضمان عدم الخطأ، وكانت هذه المهمة توكل لمتخصصين مهرة في ذلك أطلق علىهم لقب «الكتبة». - كانت كتب العهد الجديد تُقرأ على الجميع وتتناقل بين البلاد المختلفة (1تسالونيكي5: 27 ، يهوذا 17).