هو آخر البشائر الأربع من حيث زمن كتابته وقد كتبه الرسول يوحنا آخر الرسل من حيث زمن رقاده.
أهميته :
هو يشكل الخاتمة اللازمة والرائعة للبشائر الثلاث السابقة من ناحيتين :-
1- يجيب على سؤال هام لابد أن ينشأ عند القارئ الذى يقرأ البشائر الثلاث بتدقيق وإتمام، ففيها يتجول القارئ مع المسيح، يسمع تعاليمه ويرى أعماله ويشعر بمشاعره وبلا شك سينبهر من مجد لاهوته كما أنه لابد أن يلمس عظمة ناسوته وعندئذ ينشأ عنده هذا السؤال من يكون المسيح ؟ إله أم إنسان ؟ وهذا ما يجيب عليه يوحنا في إنجيله بأن المسيح هو الله وإنسان معاً أو هو الكلمة الذى صار جسداً يوحنا 1: 14.
2- من المفترض أن القارئ بعد انتهائه من قراءة البشائر الثلاث يكون قد وصل إلى اتخاذ أهم قرار وهو الإيمان بالمسيح لينال الحياة، لكن إذا تقاعس عن اتخاذه ووصل لإنجيل يوحنا سيجد نفسه أمام تحد أخير وخطير إما أن يقبل المسيح ويؤمن به فينال الحياة أو لا يقبله فيمكث عليه غضب الله يوحنا 3: 36
الغرض من كتابته :
لقد اختار الرسول من البداية الأحداث التي سيسجلها بعناية ووجهها بدقة نحو غرض محدد أفصح عنه في النهاية «وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه” (يوحنا 20: 31).
موضوعه :
لكى يصل إلى هذا الغرض سار في ثلاثة خطوط متوازية من بداية الإنجيل لنهايته هي:-
1- يثبت أن ابن الله كان في العالم وأنه جاء إلى خاصته لكن العالم لم يعرفه وخاصته لم تقبله وذلك من خلال تسجيل أحداث الرفض المتكرر له بل ومحاولات عديدة لقتله انظر مثلا يو 4: 3، 5: 18، 6: 41، 7: 1، 20، 32، ...، ...
2- بالرغم من هذا الرفض له يوجد شيء مضيء أن هناك من قبلوه وآمنوا به وأوضح هذا من خلال تسجيله لعديد من اللقاءات الفردية مع المسيح انظر مثلاً يو1: 47- 50، 3: 1- 13، 4: 6- 26، 9: 35- 38، ...
3- أن هذا الشخص موضوع الرفض من الأغلبية والقبول من أقلية له قوة مغيرة محيية تبرهن أنه الكلمة الذى صار جسداً الجدير بالإيمان به والقادر على إعطاء الحياة لكل من يؤمن به وأوضح ذلك من خلال تسجيله لثماني معجزات اختارها بعناية، ست منها لم يسجلها غيره أنظر مثلاً يوحنا 2: 1- 11، 4: 43- 54، 5: 1- 9، 6: 1- 15، ...، ...
أي أن الإنجيل كله عبارة عن شرح لما ورد في أصحاح 1: 11، 12
أسلوبه :
إذا أمكننا وصف أسلوب البشيرين الثلاثة السابقين في عبارة واحده نقول إنه أسلوب تسجيلي قصصي أما يوحنا فأسلوبه تفسيري تعليمي فهو يشرح المسيح أكثر من مجرد وصفه ويفسر لنا شخصيته أكثر من مجرد تسجيل أحداث عنه، إنه يريد أن يشرح لنا من كان المسيح أكثر من مجرد إخبارنا ماذا كان المسيح.
أقسامه :
يمكننا وضع الإنجيل في الإطار الآتي لتسهيل عملية دراسته
I- مقدمة 1: 1- 18 الكلمة صار جسداً
II- الموضوع 1: 19- 20: 31 ويحوى الآتي:
1- خدمة المسيح العامة لليهود 1: 19- للنهاية وفيها:
* بداية الآيات والاحتكاك باليهود 1: 19- لنهاية 4
* مــزيد مـن الآيات ورفض مـن اليهـود 5-10
* آخـــر الآيـات واشتعال غضب اليهود 11، 12
2- خدمــة المســيح الخاصــة لخــاصته 13- 17
* تهيئة لانتقاله عنهم 13- 14: 15
* وعد بمجئ المعزى لهم 14: 16- لنهاية 16
* صلاة للآب من أجلهم 17
3- الصلب والقيامة 18- 20
* الظلم الخطير والشر المستطير 18: 1- 19: 15
* الصلب والدفن 19: 16- 24
* القيامة والظهور 20
الخاتمة ص 12
تواريخ وأرقام :
* كتب الإنجيل فيما بين 58- 59 م.
* يحوى 12 أصحاحاً 878 عدداً ويمكن قراءته في حوالى 57 دقيقة.
* يتميز بتكرار كلمات معينة :
الآب 811 مرة يؤمن 100 مرة
العالم 87 مرة المحبة 54 مرة
الشهادة 74 مرة الحياة 63 مرة
النور 42 مرة.
سبع مرات أنا هو ثم إضافة مثل الباب، الراعي الصالح، ... وسبع مرات أنا هو بدون إضافات.