البغل:
حيوان من آكلي العشب، يستخدم للركوب ولحمل الأثقال أو لجرها. وهو ينتج من تهجين (تزاوج) الحمار مع أنثى الحصان أو الفرس، ولهذا فإنه عقيم لا ينجب. ويتميز البغل عن الحصان في زيادة قدرته على تحمل المشقات، لا سيما في الأجواء الحارة؛ فبوسع البغل أن يحمل لغاية 150 كجم ويسير بحمله هذا أكثر من 20 كم في اليوم الواحد. كما أنه يتميز في كونه أكثر وفراً في استخدامه إذ أنه يأكل كمية أقل، ومعدته أكثر تحملاً للطعام الأرخص والأخشن دون مشاكل. لقد أصاب نابليون عندما علق على البغل بأنه الحيوان الذى ليس عنده مشاكل! أضف إلى هذا أنه قوى جسور، عنيد صبور.
ولأن تهجين البهائم كان ممنوعاً في الشريعة اليهودية فلم يُعرف هذا الحيوان في إسرائيل إلا في العصور المتأخرة، ويبدو أنهم كانوا يستوردونه من البلدان المجاورة (1ملوك10: 25، حزقيال 14:27)، أو كانوا يحصلون عليه من الأمم الساكنين معهم في الأرض.
ولقد تم مسح الملك سليمان وهو راكب على بغلة داود الملك (1ملوك 1: 32-34). ولعل أشهر الحوادث المرتبطة بالبغال في الكتاب المقدس ما ورد عن أبشالوم المتمرد، الذى قام بثورة على داود أبيه فكان جزاءه أن دخل البغل الذى كان راكباً عليه تحت شجرة كثيفة الأغصان، فتعلق رأسه بأغصان هذه البطمة ومر البغل من تحته وبقى هو مُعلّقاً بين السماء والأرض. فتمت فيها كلمات اللعنة القاسية على كل ابن متمرد وعاق (لاويين 20: 9، أمثال 20: 20 ، 23: 22، 30 :17)
البقرة:
حيوان أليف، لبون (مُدِر للّبَن)، مُجْترّ، من الفقريات ذوات الأربع. ويستخدم اسم البقر للدلالة على جنس يشتمل على أكثر من 250 فصيلة مختلفة. ويشير الاسم بصفة عامة للذكر والأنثى، لكن بصفة خاصة يشير للأنثى، أما الذكر فيسمى الثور. وابن البقر سواء الذكر أو الأنثى يسمى عجلاً.
والأبقار من أكثر الحيوانات نفعاً للإنسان سواء بالنسبة للبنها أو لحمها أو جلدها، أو لاستخدامها في الحقل لجر النير. ولهذا فهي منتشرة بكثرة في العالم، ويرد اسمها بكثرة في الكتاب المقدس. فبالنسبة لكثرتها يوجد اليوم في العالم نحو بليون (ألف مليون) رأس من الأبقار، وأما عن كثرة ورود اسمها في الكتاب المقدس فيرجع في المقام الأول لأنها كانت تقدم ذبيحة لله.
ومن أجمل الإشارات في الكتاب المقدس إلى البقر ما ورد ذكره في 1 صموئيل 6 عندما أراد الفلسطينيون إرسال تابوت العهد إلى إسرائيل بعد أن سبب لهم ضربات مؤلمة. فعملوا عربة جديدة وأخذوا بقرتين مرضعتين لم يعلهما نير، وربطوا البقرتين إلى العربة وأرجعوا عنهما ولديهما إلى البيت، ورغم كل ذلك، ورغم أن الطريق إلى بيت شمس غير معروف لهما، فلقد استقامت البقرتان في الطريق ولم تميلا يميناً أو شمالاً. لقد استجابت البقرتان إلى نداء الخالق أكثر من نداء الغريزة القوى فيهما.
ومن الإشارات الجميلة أيضاً للبقر في الكتاب المقدس أن الله عندما زار إبراهيم ذبح له عجلاً رخصاً، لكن الأعجب من ذلك أنه لما استقبل الأب ابنه الراجع من الكورة البعيدة في مثل الابن الضال، ذبح له أيضاً العجل المسمن. وفى الحالتين فإن البقر يرمز للمسيح شبع الله وشبع شعبه. فالمسيح هو الطعام المشترك الذى يشبع الله ويشبع شعبه أيضاً.
ومن أشهر الشرائع المرتبطة بالبقرة، وقد زاد شهرتها في الآونة الأخيرة، شريعة البقرة الحمراء (عدد19) وهى شريعة تختص بتطهير كل ما تنجس بسبب ملامسته لميت.
التمساح:
حيوان برمائي من الزواحف، مفترس، يعيش على شواطئ الأنهار والبحيرات (بصفة عامة في المياه العذبة)، ويتراوح طوله بين 120 سم، 6 متر. ويميزه فكّان قويان، وفم ضخم، وأسنان كبيرة تساعده على التهام فرائسه من الأسماك أو الحيوانات المختلفة التي ينقض عليها في سرعة. وأرجله قصيرة وقوية، كما أن ذنبه (ذيله) طويل وقوى، يستخدمه في الهجوم على فرائسه. وعلى ظهر التمساح وجانبيه حراشف قوية وسميكة ومتصلة بعضها ببعض. ويعيش التمساح لنحو 30 سنة، وبعض الفصائل قد تعمر إلى 50 سنة. ولقد شُبِه فرعون ملك مصر بالتمساح (حزقيال 29: 3). ومما يُذكر أن المصريين القدماء، رغم حكمتهم، فإنهم عبدوا التمساح، فأبدلوا مجد الله الذى لا يفنى بشبه صورة ... الزحافات (رومية 1: 23). فيا للأسف على حكمة هذا العالم التي جعلت الإنسان يرفض الإيمان بالله ليتعبد للمخلوق ولو كان من الزواحف!!