لا للخــــــمر و الخلاعـــــة


  عجز إرميا النبى أمام هذا البطل يازنيا (إر35) فى أن يسقيه خمراً. وقال «لا»  وانضم بذلك إلى قائمة الأبطال أمثال يوسف (الذى تحدثنا عنه فى الحلقة السابقة) الذى قال «لا»  للخطية وموسى الذى رفض كل مجد مصر، ودانيال الذى قال «لا»  للطعام الملكى (لأطايب نبوخذ نصر)، وداود الذى قال «لا» للسلاح الملكى (لسلاح شاول الملك) والعظماء كثيرون أعظمهم شخص المسيح، الذى قال «لا» لكل ممالك العالم من يد إبليس مفضلاً الصليب وتاج الأشواك. ونستطيع أن نجد عدة بواعث جعلت يازنيا يرفض الخمرمنها:

1- الشجاعة: ماذا لوقدم لك أحد الخدام الأفاضل كأساً من الخمر خاصة إذا كان له فكر الرب (كالنبى) وله قلب رقيق كأرميا، لا شك أن الأمر سيختلط عليك، وقد تتعثر، وأما يازنيا فكان شجاعاً، وبكل ثقة وجسارة قال له «لا»  لم يرهبه المكان «الهيكل» ، ولا نبى ذلك الزمان (إرميا) ولا الظروف المحيطة (فالمدينة محاصرة) وربما عز فيها الماء، ولا قسوة التجربة فهى تجربة «الحق المباح»

أصدقائى:-  « قدموا فى إيمانكم فضيلة (شجاعة أدبية)» (2بطرس1: 5).

2- الطاعة: كانت مخالفة يازنيا لإرميا النبى مخالفة الطاعة وليست مخالفة العصيان، فهى ليست كما يقولون "خالف تعرف"؛ إنما رفض الخضوع. «لا نشرب خمراً لأن يوناداب أبانا أوصانا» (إرميا 35: 6).«أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق» (أفسس6: 1).

تذكر يا صديقى أنه بإطاعتك الوالدين فأنت تطيع الرب الذى أعطى هذه الوصية.  لقد حرص الركابيون وأحفادهم طيلة ثلاثمائة عام على حفظ وصية رجلٍ قد مات.  فمن الجحود أن ننكر ونكسر وصايا الرب الحى إلى أبد الأبدين.

  3- الشركة والإنفصال: انفصل يازنيا وإخوته عن العالم (تغربوا وسكنوا فى خيام)، فلا شىء يجعلنا أن نرفض العالم وشهواته إلا فى وجودنا فى شركة حقيقية مع الرب.  و«أما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه» (1يوحنا1: 3) وبالرجوع إلى شريعة النذير (عدد 6) نجد أنه إذا انتذر (انفرز) رجل أو امرأة لينتذر للرب كان يمتنع عن الخمر فالنذير ما كان يجد سروره فى متع الأرض وأفراحها. إن الذى يسر الرب يسر النذير والذى يحزن الرب يحزن النذير.

صديقى، صديقتى .إن الرب يريد أن يصنع منك بطلاً.  فهيا لتدخل مدرسة الأبطال.

وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة مع بطل جديد إن شاء الرب.