رائحة المسيح الزكية


تعرف بالرب يسوع كمخلصه الشخصى فى شبابه المبكر، ومن تمتعه بالعلاقة الشخصية معه ظهرت فيه بوضوح صفات سيده، المسيح، فجعلته محبوباً ومشهوداً له من الجميع. وإذ أتم دراسته الثانوية فى قريته الصغيرة، غادرها إلى المدينة لإتمام دراسته الجامعية.  وهناك سكن فى حجرة صغيرة فى منزل تمتلكه سيدة.  بين جدران هذه الحجرة عاش صاحبنا، مُظهِراً حياة التقوى والطهارة والتكريس، وكان صوت الفرح والترنم والحمد ينبعث دائماً من حجرته ليملأ المنزل كله، وعمَّ تأثير هذا الشاب الجميع بالبركة.  فأحبته صاحبة المنزل واحترمته إذ ترك فى حياتها أعمق الأثر، فكانت تحكى سيرته لكل من تقابله.

مرت الأيام وأنهى الشاب دراسته الجامعية، فجمع كل ما له من كتب وأمتعة، وذهب ليشكر تلك السيدة وليسلمها مفتاح الحجرة.

   فبادرته بالقول هل أخذت يا ابنى كل ما لك هنا؟

  رد بالإيجاب.

فكررت عليه نفس السؤال،

فقال لها: لقد أخذت كل شئ، أمتعتى وكتبى.

لكنها أجابته: يا بنى إنك تركت فى هذا البيت أثمن شئ، لقد تركت رائحة المسيح الزكية التى وضحت فيك، لقد تركت سيرتك الفاضلة، فلن يغادر تأثيرك بيتى أبداً.

عزيزى المؤمن، عزيزتى المؤمنة؛ هل نحن أيضاً رائحة المسيح الزكية فى أماكننا.