شجرة دائمة الإخضرار ، واسعة الانتشار تحمل ثمرها طول السنة تقريباً. وثمرتها تُشبه التين فى الشكل. لكنها أصغر منه فى الحجم وأقل فى الحلاوة، ولو أن الشجرة ذاتها أكبر، ولها جذع ضخم. وطولها فى المعتاد حوالى 8 متر لكنها قد ترتفع إلى طول 15 متر فى بعض الأحيان. ولهذا ينتفع بأخشابها .
ومع أن خشبها مسامى لكنه متين ومعمِّر ، ولا تؤثر فيه الرطوبة ولا الحرارة لدرجة أن التوابيت التى عملها قدماء المصريين منه لازالت إلى اليوم فى حالة جيدة رغم دفنها لآلاف من السنين فى ظروف جوية غير مثالية.
والجميز نوعان. نوع منه يُزرع ليتخذوا من أوراقه غذاء لدودة القز . وهذه الشجرة تنبت ببطء لكنها تكبر فى الحجم وتمد جذورها عميقاً فى التربة فيصعب جداً اقتلاعها من الأرض (لوقا 17: 6). والنوع الثانى يُزرع على جانبى الطريق للانتفاع بظلها وهى تلك التى تسلق عليها زكا رئيس العشارين كيما يرى من فوقها المسيح (لوقا 19: 4).
10- شجرة الحياة:
هى أول شجرة تُذكر فى الكتاب بالإسم (تكوين 2: 9)، كما أنها آخر شجرة مذكورة فيه (رؤيا 22: 14). ويذكر سفر التكوين أنها فى وسط الجنة (2: 9). ويذكر سفر الرؤيا أنها فى وسط المدينة السماوية (رؤيا 22: 1) وهى فى هذا وذاك تُشير إلى المسيح الذى هو الأول والآخر، كما أنه فى الوسط دائماً .
ولا نعرف شيئاً عن تفصيلات هذه الشجرة. ولو أنه من اسمها نستنتج أنها الشجرة التى تُعطى الحياة. ولهذا فلما سقط الإنسان فى الخطية مُنع من الأكل من هذه الشجرة لئلا يصير خالداً فى حالة الخطية والشقاء ولئلا يُصبح فداؤه مُستحيلاً. لكن الله كان مدبراً أن يأتى إلينا ابنه الكريم فننال بالإيمان به الحياة الأبدية فى صورة أعظم بما لايُقاس (يوحنا 3: 16).
11- شجرة الخردل:
شجرة يصل طولها فى المعتاد إلى 5 ,1 متراً ، لكن بعض الأنواع يصل طوله إلى 3 متر أو أكثر، مع أن أصلها هو حبة الخردل الصغيرة جداً ، فاتخذها المسيح صورة لنمو الملكوت من بداية صغيرة جداً وبسيطة (متى 13: 31، 32 ؛ مرقس 4: 30-32 ؛ لوقا 13: 18، 19).
12- الرتمة:
شجيرة بارتفاع 5, 2 إلى 3 متر تنمو بكثرة فى صحراء فلسطين وفى سيناء. ومع أن ظلها ضعيف لصغر أوراقها، إلا أنها إذا زُرعت بكثرة فيمكن أن يحتمى المسافر بظلها من حرارة الشمس . وهو مافعله إيليا عندما كان هارباً من الملكة الشريرة إيزابل «جلس تحت رتمة .... واضطجع ونام تحت الرتمة» (1ملوك 19: 4، 5).
والرتم لايؤكل. فإذا اضطر الناس إلى أكله كان هذا دليلاً على الضِعة والفاقة (الفقر) (أيوب 30: 4). وفائدته الحقيقية فى أنه يُنتج أفضل أنواع الفحم، الذى يظل محتفظاً بحرارته لفترة طويلة جداً .
ولقد كان المحاربون قديماً يضعون «جَمْر الرتم» فى مقدمة سهامهم المسنونة فتصبح السهام بذلك قاتلة (مزمور 120: 4).
ولقد شبه كاتب المزمور لسان الأشرار بأنه مثل «سهام جبار مسنونة مع جمر الرتم». فاللسان الشرير هو فعلاً مثل السهام (مزمور 55: 21) كما أنه مثل النار (يعقوب 3: 6). أو قد يكون هذا تصويراً للدينونة التى ستلحق بلسان الأشرار. فالجزاء هو كما نعلم من جنس العمل. ولهذا كان لسان الغنى هو أول ماتعذب عندما طُرح الغنى فى الهاوية فى العذاب (لوقا 16: 22-24).