أرسل لنا أكثر من صديق يشكو من الفتور الروحي وسهولة الهزيمة أمام إغراءات الخطية وعبَر واحد منهم عن المشكلة فقال » أنا مؤمن في المرحلة الثانوية وأريد أن أرضي الرب لكنني عاجز وبمجرد أن أستَرد صحتي الروحية أعود بسرعة لأسقط أمام إغراءات الخطية. أشعر بالفشل. ماذا أفعل ؟
«..إن أسباب الضعف الروحي متعددة ، فهناك أسباب تعليمية أى نتيجة نقص التعليم الكتابى الصحيح، وأسباب شخصية أى مرتبطة بالشخص صاحب المشكلة : كالإهمال أو الكسل أو اللامبالاة
وهناك أسباب مرتبطة بالمناخ الروحى الذى يعيش فيه هذا الشخص ..إلخ
وبالطبع لن نستطيع فى هذه المساحة الصغيرة أن نتحدث عن كل هذه العوامل لكن سنلمس بعضها لمساً خفيفاً فى انتظار رسائلكم التى تحوى المشكلة بصورة أكثر تفصيلاً وتحديداً.
أولا : من الجميل أن نشعر بالحزن لهذه الحالة بل وكلما تعمق فينا الحزن لسبب ضعفنا كلما لاح لنا طريق الانتصار. لكن لنحذر من اليأس والشعور بالفشل فهذا سلاح فتاك وكثيراً مايهمس العدو الشرير فى أذن المؤمن المهزوم قائلاً «لا أمل فى حياة الانتصار». لكن هذه أكذوبة كُبرى من أكاذيبه المُتقنة. فالضعف قد يطول والهزيمة قد تتكرر، لكن هذا ليس نهاية المطاف فالرب فى كتابه رسم لنا طريقاً للانتصار وقد يمر وقت حتى نُمسك ببداية هذا الطريق لكننا حتماً سنصل طالماً أننا عقدنا العزم على هذا ووطدنا الثقة فى كفاية قائدنا. واعلم ياصديقى أنه قد سبقنا الملايين بل وحولنا الآن ملايين المؤمنين بلغوا هذا الطريق وساروا فيه رافعين الرؤوس فرحين.
ثانياً : يجب أن تحدد بوضوح ماهو الغرض الذى تريد الوصول إليه ثم تعدد المعوقات التى تعوقك عن تحقيق هدفك . فمثلاً إن كان غرضك هو ظهور حياة المسيح فىك (غلاطية 2: 20) ، وأن تحمل رائحة معرفته فى كل مكان (2كورنثوس 2: 14) (وأنا أعتقد أن هذا أهم غرض نحيا لأجله) لكى تُنير فى ظلمة هذا العالم، فلن يهدأ العدو عن مقاومتك وإضعافك روحياً وجعلك كمية مُهملة لاتأثير لها. وللأسف فأنت كثيراً ماتستجيب لهمساته أو تنسحب بعد أىة هزيمة. وهذا أقصى مايتمناه الشيطان. لذلك قُم الآن وانفض عنك مشاعر اليأس والفشل التى ملأك بها العدو وعُد من جديد والبس سلاح الله واقبل التحدى مُعلناً انتصارك فى المسيح.
ثالثاً : يجب فى البداية أن تحسم مسألة فى غاية الأهمية عليها ستتوقف نتيجة معركتك ، وهى مسألة مركزك أمام الله ومدى قبوله لك ورضاه عنك. فقد استشعرت من سؤالك أنك تسير فى طريق خطأ سار - للأسف - فيه من قبلك الكثيرون. وهو تصوّر أن قبول الله لك ورضاه عنك مثل طريق طويل مملوء بالجهاد والسعى، إذا قطعته بنجاح حُزت رضى الله وإن فشلت سيغضب عليك ويشمئز من هزيمتك . كلا ياعزيزى فالأمر فى المسيحية ليس كذلك فعمل المسيح فى موته على الصليب وفى قيامته - إن كنت قد قبلته وآمنت به بكل قلبك - جعلك كاملاً بل ومقبولاً ومحبوباً جداً كقبول المسيح لدى الله تماماً. ربما يدور داخلك الآن صراع بين القديم والجديد، فالطبيعة الجديدة التى نِلتها بالولادة من الله لها رغباتها المقدسة والتى تجد نفسك عاجزاً عن تلبيتها، وفى الوقت نفسه لازالت فى داخلك رغبات الجسد (الطبيعة القديمة) الجامحة الفاسدة وتجد نفسك عاجزاً عن إيقافها. كل هذا يحدث مع كل المؤمنين لكنه لايؤثر أبداً على مسألة قبول الله لك، فالله راضٍ عنك فى المسيح - إذهب وارتمٍ فى حضنه بخطاياك وضعفاتك وصراعك وستجد عنده العلاج.
لاتظن أن مجهودك وقداستك هما اللذان سيهبانك القبول لديه فهو يقبلك فقط (وضع خطاً تحت فقط) فى المسيح. هيا الآن أنظر للمسيح مصلوباً لأجلك واسأل الله وقُل له هل هذا المجيد المصلوب لأجلى يكفيك لتقبلنى؟ وبلاشك ستكون الإجابة التى يُعلنها الروح القدس فى أعماقك ومن المكتوب : نعم إنه يكفى بل يزيد.
والآن دعنى أسألك بعض الأسئلة وأرجو أن تُجيب عنها بصراحة:
(1) ماذا يمثل الكتاب المقدس بالنسبة لك؟
إقراء مزمور 119 ولاحظ كيف تتحدث كل آياته تقريباً عن كلمة الله، وانظر ماذا يجب أن يكون الكتاب بالنسبة للمؤمن.
(2) ماهي علاقتك بالمؤمنين؟ إقراء مزمور 119 : 63 ، مزمور119: 3.
(3) ما هي حدود علاقتك بغير المؤمنين؟ إقراء 2كورنثوس6: 14- 18 ، 2أخبار الأيام 18 ، 19: 1- 3.
(4) هل أنت مؤمن مُصَلَّ؟ إقراء إنجيل لوقا وضع خطاً تحت العبارات التي قبل فيها عن الرب يسوع أنه كان يُصلي.
أجِب عن هذه الأسئلة بأمانه أمام الله وارسل لي بما توصلت إليه.