إيضاح الإيمان – النفس - السلوكوصلنا كثير من الإستفسارات عن فقرة فى مقال «الله له خطة فى حياتى» المنشور فى العدد الأول؛ تقول هذه الفقرة: «أن الإيمان لايلغى التركيب النفسى للإنسان. فهو لايحوِّل عصبى المزاج إلى شخص هادئ ...». ولإيضاح ذلك نلفت النظر إلى النقاط التالية: -
* الإيمان لابد أن ينشأ عنه تغيير فى السلوك. لكن تغيير السلوك شيء وتغيير الجهاز العصبى وبالتالى التركيب النفسى شىء آخر.
* هناك فرق بين التفاعل (وهو الحالة الداخلية الناشئة عن استقبال مؤثر معين) وهو متوقف على حدة الجهاز العصبى، وبين رد الفعل (وهو السلوك والتصرف الخارجى الناشىء من التفاعل الداخلى) وهو متوقف على الشركة مع الرب.
مثال لذلك: شخص عصبى المزاج، قبل الإيمان كان يتفاعل مع المؤثرات المثيرة وينشأ عنها رد فعل سريع من ثورة غضب أو علو صوت أو اعتداء على الآخرين. بعد الإيمان ماذا سيحدث لهذا الشخص ومنه لو استفزه مؤثر خارجى؟ إذا كان هذا الشخص فى شركة مع الله، سوف يكون تفاعله الداخلى سريعاً أيضاً (لأنه متناسب مع حدة جهازه العصبى الذى لم يتغير) لكن رد الفعل الخارجى لابد أن يتغير، فالشركة مع الله تضع ضوابط تحكم السلوك الخارجى، فالرب سيعطيه «نعمة عوناً فى حينه» فيتصرف بطريقة هادئة لائقة والرب يحفظه من ظهور شحنة الغضب الداخلية، ثم يرفع قلبه إلى الرب ويشكره على الهدوء ويفرغ عنده الشحنة الداخلية، الناشئة عن جهازه العصبى، حتى لاتتحول إلى كبت.