حيوان معروف من الفصيلة الخيلية يميزه عرف قصير (وهو الشعر أعلى الرقبة)، وأذنان طويلتان وذيل قصير مشعر.
والحمار ارتفاعه نحو 120 سم. ويتراوح طوله من 90 إلى 150 سم. والأنثى تسمى أتاناً، وفترة حملها 12 شهراً. ويعيش الحمار في المعتاد أكثر من 25 سنة.
ويرد ذكر الحمار بكثرة في الكتاب المقدس، لا سيما في العهد القديم. وهو بصفة عامة نوعان: الوحشي والأليف. أما الحمار الوحشي فهو متوحش وعنيف ، لا يمكن إخضاعه، إذ أنه عنيد جداً وسريع جداً، فاتخذ في الكتاب المقدس كتصوير لطبيعتنا الإنسانية الشريرة التي لا تروض أبداً (أيوب 11: 12). وأما الحمار الأليف فربما يكون هو أنفع الحيوانات للإنسان، نظراً لتنوع استخداماته، ولأنه قوى صبور وسهل الانقياد. ولقد أمكن استئناس الحمار واستخدم من قديم الزمان في أغراض مختلفة، واتضح أنه أفضل من الحصان لتحمله المشقات أكثر، ولاستعداده للسير في الطرق القاسية والجبلية ، ثم لتحمله العطش أكثر من الحصان، ولأن طعامه أبسط وأخشن مما يجعل لأبسط عائلة القدرة على امتلاك الحمار.
ويستخدم الحمار في الركوب، وفي الخدمة في الحقل، وكذا في حمل الأثقال. ويمكن القول إنه إن كانت الجمال هي سيارات النقل الكبيرة في عالم ما قبل اختراع السيارات، فإن الحمير كانت بمثابة السيارات النصف نقل في ذلك الوقت.
وبالإضافة إلى هذه الاستخدامات التي لازالت حتى اليوم، فإن الحمير في ما مضى كانت تستخدم أيضاً في الحروب، على الأرجح لا في العمليات الحربية ذاتها، بل في الأعمال المساعدة.
أما الكتاب المقدس فإنه ذكر عدة استخدامات للحمار نشير هنا إلى أهمها وأشهرها
أقدس الاستخدامات: فلقد استخدمه إبراهيم عندما ذهب مع ابنه اسحق إلى جبل المريا لكي يقدمه محرقة لله كما طلب الله منه (تكوين 22).
أغرب الحوادث: عندما تكلمت الأتان التي كان يركبها النبي الكذاب بلعام، «فنال جزاء تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطق بصوت إنسان» (عدد22: 30، 2 بطرس 2: 6).
أقسى الاستعمالات : عندما قتل شمشون ألف رجل مستخدما لحى (فك) حمار (قضاة 15: 16).
أسعد المناسبات: عندما ذهب شاول بن قيس إلى صموئيل ليدله عن مكان أتن أبيه الضالة، فإذا بصموئيل يخبره أنه تقرر أن يكون هو أول ملك في إسرائيل (1 صموئيل9).
أشق الانتقالات: عندما ذهبت المرأة الشونميه إلى أليشع رجل الله لتخبره بموت ابنها الوحيد الذي كان قد بشرها أليشع أنه سيولد بمعجزة (2 ملوك4).
أبشع الاستغلالات: عندما وصل الجوع في السامرة حداً رهيبا حتى أنهم صاروا يأكلون لحم رأس الحمير من شدة الجوع (2ملوك6) أكرم المحمولات: عندما دخل المسيح إلى مدينة الملك العظيم؛ أورشليم، راكباً على أتان وجحش ابن أتان (متى 21).
حمار الوحش
يتميز حمار الوحش بذلك التصميم الرائع من الخطوط المتوازية السوداء أو البنية اللون، على أرضية تميل إلى البياض؛ والذى يغطى جسمه بالكامل بما فى ذلك ذيلة وأذنيه. كما يختلف أيضاً عن الحمار العادى فى أنه يعيش فى البرارى، ولا يقبل الترويض كالحمار المستأنس. والقصد من هذه الخطوط التى تغطى جسمه هى عملية التمويه لإخفاء نفسه من الأسود التى تعيش فى نفس الغابات التى يسكنها حمار الوحش - ولقد تعلم الإنسان أيضاً أن يقوم بإخفاء الجيوش فى الحروب بذات الأسلوب - ومع ذلك يعتبر حمار الوحش من أشهى وجبات الأسود. وهو فى كل ذلك صورة للخاطئ البعيد عن الله غير الخاضع، بل والمتمرد على خالقة، والذى هو فى النهاية، ومهما حاول الإفلات من مصيره التعس، سيكون لقمة سائغة فى فم الشيطان.
الحمل
هو ابن الخروف من مولده حتى يكمل عامه الأول. وعليه فخروف الفصح الذى قدمه كل بيت من بيوت بنى إسرائيل لما كانوا فى أرض مصر، لينجو البكر من سيف المهلك الذى أهلك أبكار المصريين، يعتبر حملاً، لأنه كان شاة ابن سنة (خروج 12: 5). ولعل هذا هو قصد يوحنا المعمدان عندما أشار إلى المسيح بالقول «هوذا حمل الله». وتعبير حمل الله يعنى أن المسيح هو الذبيحة التى تناسب الله، كما يعنى أيضاً أنه الذبيحة التى أعدها الله بنفسه وقدمها فى الجلجثة. وفى هذا يقول الرسول بطرس «عالمين أنكم افتدبتم.. بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم» (1بطرس 1: 18). ويشار إلى المسيح فى سفر الرؤيا بأنه الحمل 28 مرة.