هل أنت نزيه؟ حاول أن تجيب بأمانة وصدق على الأسئلة التالية :-
1- ماذا تفعل لو دعاك أحد أصدقائك على الطعام فى بيته أو فى أحد المطاعم، هل تقبل على الفور دون تفكير أو تأجيل؟
2- ما هو رد فعلك إذا تعرفت على شخص ما ثم اكتشفت أنه غنى، هل ترغب فى توطيد صداقتك به، وتبذل الجهد فى مزيد من التقرب إليه؟
3- هل تشعر أحياناً فى قرارة نفسك بأن لك الحق فى أن تُقاسم إخوتك المؤمنين أو أصدقائك ما عندهم أو ما فى جيوبهم، أو على الأقل أن تشاركهم فى الاستمتاع به؟
4- هل كلما احتجت لشىء تُلمِّح أمام الآخرين خاصة الأغنياء باحتياجاتك؟
5- إذا مررت بظروف صعبة تستدعى الشفقة عليك، هل تجيد استغلال هذه الظروف للاستفادة من أصدقائك بعطاياهم وهداياهم؟
6- إذا كانت عندك رغبة فى شىء معين، هل تعجز عن تأجيل رغبتك للوقت المناسب، وتعتبر أن رغبتك أوامر لا تحتمل التأجيل؟
7- هل تشتهى ممتلكات غيرك؟
8- هل تحب دائماً أن تُخدَم ولا تفكر كيف تَخدِم؟
9- إذا فكرت فى القيام بخدمة لصديق، هل لا يدور فى فكرك سوى ما هى الفائدة التى ستجنيها لنفسك من ورائها؟ وبعد القيام بها هل تظل دائماً تُذكِّره بها، وتعطى لنفسك الحق أن تدخل بيته كثيراً وتستفيد منه دائماً؟
10- هل أنت من أصحاب الكلام المعسول والمشاعر الكثيرة تجاه من تعرف أنك ستستفيد منهم ولو بأبسط الأمور كأكله مثلاً أو دعوة أو حتى توصيلة؟
إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة بنعم؛ فأنت للأسف الشديد عديم النزاهة، وهى صفة تميز الناس فى الأيام الأخيرة (2تيموثاوس3: 3)؛ فأحذر منها.
وعلى العكس تماماً من هذا فقد تميز كل رجال الله الأفاضل بالنزاهة، أمثال إبراهيم وأليشع ودانيال وبولس وغيرهم، وقبل الكل وفوق الكل، رب المجد يسوع. وعليك بالبحث فى حياة هؤلاء لترى كيف تكون النزاهه.
لكنى اسوق لك مثلين فقط من حياة إبراهيم، أحدهما كان فيه هو صاحب حق، والأخير كان فيه صاحب إحتياج.
الأول فى تكوين 14، بعد الحرب الناجحة التى قادها إبراهيم واسترد بها كل أملاك سدوم. كان إبراهيم هنا صاحب حق، وما أعدله حق، فلقد استرجع النفوس والأملاك، وبالقانون العسكرى فى ذلك الوقت هو صاحب الجميع بما فيهم الملوك أنفسهم. ولكنه بترفُّع لم يأخذ شيئاً، وصار له الحق على الأقل فى هدية قيّمة من الملك، لكن وياللروعة؛ بنزاهة بالغة وبترفع العظماء يرفض الهدية التى كانت عبارة عن كل الأملاك ولا يقبل حتى خيط أو رباط حذاء.
والثانى فى تكوين 23، كان إبراهيم صاحب احتياج، وما أشده احتياج، لقد كان محتاجاً لقبر يدفن فيه زوجته المحبوبة جداً سارة. فقال له سكان الأرض: اسمعنا يا سيدى، أنت رئيس من الله بيننا، فى أفضل قبورنا ادفن ميتك، لا يمنع أحد منا قبره عنك. لكن يا للروعة، لم يختر قبر أحدهم، بل مغارة فى طرف حقل. وبكل ذوق يقول: التمسوا لى من عفرون أن يعطينى مغارة المكفيلة التى له فى طرف حقله بثمن كامل يعطينى إياها. وعندئذ هَبَّ عفرون راجياً من إبراهيم أن يأخذها هبةً وهدية، لكنه يأبى تماماً، ويقول له: ليتك تسمعنى، اعطك ثمن الحقل، خذ منى فأدفن ميتى ... ووزن إبراهيم لعفرون الفضة، كل ما طلبه لم ينقُص شيئاً، فيالنزاهته.
ليتنا نكون فى نزاهه عندما نكون أصحاب حق، أو عندما نكون أصحاب إحتياج. فهذا هو سلوك الشرفاء