فى يوم من الأيام كان الرب يسوع جالساً عند البحر، وابتدأ يعلم، فاجتمع إليه جموع كثيرة، حتى أنه دخل السفينة وجلس فيها. وكانت الجموع على شاطئ البحر، وهو يعلمهم كثيراً بأمثال. ومن ضمن هذه الأمثال هذان المثلان كما نقرأهما فى إنجيل متى 13: 44 ،45 «أيضاً يشبه ملكوت السموات كنزاً مخفىً فى حقل وجده إنسان فأخفاه، ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل. أيضاً يشبه ملكوت السموات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة فلما وجد لؤلؤة واحدةً كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها».
إنسان؟ من هو هذا الإنسان؟
إنه الرب يسوع الذى «وُجِدَ فى الهيئة كإنسانٍ» (فيلبى 2: 8)، فهو صار إنساناً مثلنا، لكن بلا خطية، فهو «قدوس» و«ليس فيه خطية».
ماذا باع هذا الإنسان؟
إن كلمة «باع» فى عدد 44 تعنى تلك الكلمة التى تستخدم فى بيع أشياء عندنا. أما كلمة «باع» فى عدد 45 فهى تلك المستخدمة فى بيع وشراء العبيد.
والرب يسوع فى طريق محبته باع الكثير جداً، باع أبسط حقوقه الطبيعية كإنسان «ولم يُرْضِ نفسه» (رومية15: 3). باع راحته الشخصية فلم يجد أين يسند رأسه، وكان شعاره «أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يوحنا 5: 17).
باع كرامته الشخصية، إذ كم أُحْتُقر وكم استهزأوا به وكان لسان حاله «يتكلم فىَّ الجالسون فى الباب وأغانىُّ شرّابى المسكر» (مزمور 69: 12). وليس ذلك فقط بل باع نفسه، فهو الذى «أخلى نفسه» (فيلبى2: 7)، أى أخفى مجده و«وضع نفسه» (فيلبى2: 8) و«قدم نفسه» (عبرانيين7: 27) و«بذل نفسه» (تيطس2: 41)، وأيضاً «صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا» (عبرانيين1: 3). حقاً كم تألم وضحى وهو يبيع ...
لماذا باع كل هذا؟
باع لكى يشترى العالم وبالتالى يشترى ويفتدى المؤمنين الذين فى العالم.
اسمع مشورته الحكيمة
يقول الرب يسوع فى سفر الرؤيا3: 18 «أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفىً بالنار لكى تستغنى. وثياباً بيضاً لكى تلبس فلا يظهر خزى عريتك. وكحل عينيك بكحل لكى تبصر». اسمع يا أخى مشورته فهو المشير الحكيم واشتر منه، ومنه فقط، فهو مازال يبيع ويمكنك أن تشترى مجاناً وبلا ثمن ما يلى:-
1- البر الإلهى : وهو المشار إليه هنا بالذهب المصفى بالنار، أى الذهب النقى ... ليس فقط أن تُغفر خطاياك، لكنك ستصبح فى المسيح مثل المسيح تماماً ... حقاً ما أعظمه غِنَىً أن نصير مثله (1يوحنا4: 17 ، 3: 2).
2- البر العملى: وهو المشار إليه هنا بالثياب البيضاء فعندما تنال البر الإلهى بالإيمان القلبى بالمسيح لابد أن تظهر فيك أعمال رائعة «لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدَّها لكى نسلك فيها» (أفسس2: 10) وعندئذ يظهر المسيح فيك أمام الناس.
3- البصيرة الروحية: وهو المشار إليه بكحل العينين، إذ يسكن فيك الروح القدس «وأما أنتم فكلم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ» (1يوحنا2: 20)
ماذا لو لم تشترِ منه؟
قيل للعذارى الجاهلات: اذهبن إلى الباعة (متى25: 9)، لكن هل يوجد باعة فى هذا الوقت المتأخر من الليل؟ صديقى أخشى أن تحاول أن تشترى بعد فوات الأوان إنه يبيع الآن لكن قريباً سيغلق الدكان فتعال إليه الآن بالإيمان .