الحوت
رغم أن الحوت يعيش فى المياه لكنه ليس من الأسماك بل هو من الثدييات، فأنثى الحوت تلد صغاراً وتقوم بإرضاع صغارها باللبن. ولا توجد لدى الحوت خياشيم كالأسماك ليتنفس من خلالها، لكنه يتنفس الهواء من رئتيه وذلك عندما يرتفع إلى سطح الماء. أما عندما يغوص فى الأعماق فإن فتحات التنفس الموجودة فى أعلى الرأس تُغلق بواسطة صمامات صغيرة لمنع تسرب الماء إلى رئتيه.
ويمكن للحوت أن يغوص إلى أعماق كبيرة (حوالى 600 متر)، وأن يظل تحت الماء لفترة قد تصل إلى ثلاثة أرباع الساعة، وعندما يرتفع إلى سطح الماء يرسل زفرة عنيفة يطرد منها الهواء الذى فى داخل رئتيه،
ويكون شكلها يُشبه نافورة المياه نظراً لأن الهواء يكون مُحمَّلاً بذرات عديدة من بخار الماء. واشتهر الحوت فى الكتاب المقدس لابتلاعه لنبى الله يونان عندما هرب من وجه الرب الإله، وذهب إلى ترشيش عوض أن يذهب إلى نينوى. ولقد ظل يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالِ (يونان1: 17 )، وكان فى هذا أحد الرموز العجيبة فى العهد القديم لدفن المسيح فى الأرض وقيامته من الأموات فى اليوم الثالث (متى21: 40 ). ويبقى الفارق الهائل بين الرب يسوع المسيح وبين كل البشر؛ فبينما وصل يونان إلى بطن الحوت نظراً لعصيانه على الله وعدم طاعته لأمره، فإن المسيح وضع نفسه وأطاع حتى الموت؛ موت الصليب (فيلبى2: 8 ).
الخنزير
من الحيوانات النجسة بحسب الشريعة اليهودية، وذلك لأنه لا يشق الظلف ولأنه لا يجتر (لاويين 11). ولقد اتخذ فى العهدين القديم والجديد باعتباره نموذجاً للنجاسة، نظراً لأنه يعيش فى الأماكن القذرة ويقتات على أى نوع من أنواع الطعام ولو الفضلات الحيوانية والنباتية. ولقد ثبت حديثاً دقة هذا التحريم علمياً، إذ أن هذا الحيوان ممكن أن يحمل العديد من الأمراض الـمُعدية، وإذا لم يتم تربيته بطريقة صحية، وإذا لم يتم إنضاجه جيداً فإنه قد ينقل أمراض خطيرة للإنسان. ولذلك كان أسلم أسلوب لتجنب الأمراض فى البيئة البدائية، أيام إعطاء الشريعة، هو تجنب الأكل منه تماماً. وفصائل الخنزير متنوعة، والأليف منها يتراوح لونه بين الأسود والرمادى أو يكون بقعاً من الأبيض والأحمر والبنى. وأما حجمه فمختلف كذلك؛ ارتفاع أصغره نحو 30 سم وأكبر الأنواع 120 سم، والطول يتراوح من 50 إلى 180 سم، والوزن من 72 إلى 063 كجم. واليوم إذا اعتنى بتربية الخنازير فيمكن الاستفادة بلحمها وشحمها، كما أن غددها تُستخدم فى استخلاص بعض الأدوية، وشعره الخشن يصلح لإنتاج الفُرش، بالإضافة إلى استخدام الحيوان الحى كحقل تجارب فى المجال الطبى. يصل الخنزير إلى سن البلوغ فى مدة خمسة إلى سبعة أشهر. ومدة الحمل أقل قليلاً من أربعة أشهر.
وتَلِد الخنزيرة حوالى 6 إلى 21 خنزيراً ووزن الواحد منه أكثر قليلاً من كيلو جرام، لكنه ينمو بسرعة، ففى ثلاثة أسابيع يبلغ حوالى 5 كجم. ومن أهم الإشارات إلى الخنزير فى الكتاب المقدس ما جاء عنه فى مَثَل الابن الضال الذى بعد عيشة الرغد فى بيت أبيه، فكَّر فى الاستقلال عن أبيه ليتمتع بلذائذ العيش، وانتهى به المقام فى الكورة البعيدة ليرعى الخنازير؛ يطعمهم ولا يجد الطعام الذى تأكله الخنازير (لوقا 51: 11-16). ويشبّه سليمان المرأة الجميلة إذا كانت غير عاقلة، بخزامة من ذهب (الخزامة هى حلية من أحد المعادن الثمينة كانت توضع فى أنوف النساء قديماً ليتزيّن بها) توضع فى أنف خنزيرة! شئ غير مناسب بالمرة، كما أنه لن يغيِّر من حقيقة الخنزيرة فى شئ (أمثال 11: 22). والدرس الـمُستفاد أن جمال الصورة الخارجية لا يكتمل إلا برجاحة العقل (انظر 1صموئيل52: 3 ). أما فى العهد الجديد فيُشبّه الرسول بطرس، الشخص الذى عرف طريق البر ثم تحوَّل عنه ليحيا حياة الإباحية والنجاسة، بأنه مثل عودة الخنزيرة بعد تنظيفها إلى مستنقع نجس (2بطرس 2: 22). بمعنى أنه لو كان قد تم تغيير حقيقى فى قلب هذا الإنسان لما رجع ليعيش فى الخطية والنجاسة على الإطلاق، لكن الشخص الذي يتكلم عنه بطرس سار ظاهرياً فى طريق البر دون تغيير حقيقى فى طبيعته.