أخبَرَنى صديق مهاجر فى كندا بأنه يمكنهم أثناء الصيف أن يعرفوا مدى برودة الشتاء القادم، وأيضاً مقدار الجليد الذى سوف يتساقط خلال ذلك الشتاء !! فسألته متعجباً: كيف تستطيعون ذلك قبل مجىء الشتاء بعدة شهور؟
أجابنى بأنهم يراقبون النمل وهو يبنى عشه أثناء الصيف. فهو فى كل عام يبنى عشه على ارتفاعات مختلفة عن العام الذى كان قبله. لأن النمل يشعر بالغريزة، قبل مجئ الشتاء، ما إذا كان الشتاء القادم قارس البرودة وكثير الثلج، وعندئذ يبنى عُشه مرتفعاً حتى لا يتلفه الثلج المتراكم. أما إذا كان الشتاء القادم دافئاً، فإنه يبنى عشه على ارتفاعات منخفضة قريبة من الأرض. وسفر الأمثال أصحاح6 يعلمنا قائلاً «اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكُن حكيماً. التى ليس لها قائد أو عرّيف أو متسلط. وتعّد فى الصيف طعامها ... إلى متى تنام أيها الكسلان؟ متى تنهض من نومك؟
صديقى .. إن صيف الحياة يمضى سريعاً، ثم يأتى شتاء الأبدية المظلم القارس؛ حيث البكاء وصرير الأسنان. فهل أعددت لنفسك منزلاً بأعلى فى السماء، أم أن كل ما أعددته هو قريب من سطح الأرض؟
يقول المسيح «لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يُفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون» (متى6: 19 ،20). علمت أيضاً من ذلك الصديق أن كلبه يبدأ فى الارتعاد، قبل مجئ العواصف الرعدية بساعات طويلة، ويظل يعوى خارجاً، متوسلاً من صاحبه أن يُدخله من الحديقة إلى داخل البيت، حيث يشعر بالأمان.
والكتاب المقدس يؤكد لنا أن هناك دينونة رهيبة قادمة على العالم كله. وبلا شك فإن التفكير فى تلك الدينونة القادمة يجعلنا نرتعد، فهل تطلب الاحتماء فى دم المسيح؟ إن الرب يسوع يعطى لكل من يحتمى بدمه أماناً كاملاً من الدينونة القادمة. لقد رش شعب الله قديماً دم خروف الفصح على أبواب بيوتهم، خوفاً من الدينونة القادمة، لأنهم سمعوا صوت الله الديان وهو يقول «أرى الدم وأعبر عنكم» (خروج21: 31 ). وفعلاً نجوا من ضربة الملاك وقتل الأبكار. صديقى .. مكتوب عن الرب يسوع، أن «الذى يؤمن به لا يُدان، والذى لايؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 18 ).
عزيزى .. إن كانت الدينونة مؤكدة لكل رافض للمسيح، هكذا أقول أن النجاة أيضاً مؤكدة لكل من يقبل الإيمان بالمسيح، فهل قبلت يسوع المسيح رباً ومخلصاً؟