تلقى شاب يُدعى "بوب" في أمريكا عربة جديدة كهدية من أخيه بمناسبة الكريسماس. وفى ذات ليلة وهو راجع من عمله، همّ بركوب عربته الجديدة، وإذ به يلاحظ ولدًا صغيرًا ينظر إلى العربة بإعجاب، بادره الطفل بالقول: هل هذه عربتك يا سيدى؟ أجاب الشاب: نعم، لقد تلقيتها من أخي هدية بمناسبة الكريسماس.
لمعت عينا الولد، وفتح فمه مندهشًا، وقال: أنت تقصد أنك حصلت عليها دون أن تكلفك شيئًا؟! أوه كم أتمنى .... وتحشرج صوت الولد. لكن بوب أكمل العبارة في ذهنه كما توقع أن الولد سيقولها. لكن ما حدث بعد ذلك أدهش بوب حقًا. فلقد قال الولد: أتمنى أن أكون مثل هذا الأخ.
أُعجب بوب بالولد، فقال له: هل تحب أن تأخذ جولة معي بالعربة الجديدة؟ فوافق الصغير على الفور وهو يقول: فكرة رائعة.
ركبا العربة معًا. وكان الولد الصغير ينظر إلى كل ما في العربة بإعجاب زائد. وبعد فترة قال: سيدى، هل تسمح أن تتوقف أمام منزلي فترة وجيزة؟ وهنا قال بوب في نفسه: إن الولد الصغير يحب أن يتباهى أمام أقرانه، لا بأس، سأنفذ للصغير أمنيته. وقبل أن تتوقف العربة تمامًا أمام منزل الصغير كان الولد قد نزل منها متجهًا إلى بيته. وبعد فترة وجيزة عاد. اندهش بوب إذ وجده يحمل أخاه المعوق، وهو يقول له: "ها هي يا جون، ها هي العربة التي حدثتك عنها في الداخل. لقد أهداها أخوه له، ولم يتكلف بنسًا واحدًا. وإن شاء الله، في يوم من الأيام سأهديك أنا أيضًا واحدة مثلها ليمكنك أن تجول في المدينة لتشاهد بنفسك كل ما كنت أحكيه لك عنها".)
هنا انسابت الدموع من عيني بوب، وحمل الطفل المعوق ليستكملوا سويًا جولتهم في المدينة. وظل بوب يتذكر لسنوات أن الهدية الأعظم التي حصل عليها في ذلك العام لم تكن العربة الجديدة، بل ذلك الشعور النبيل والتوجه الرائع في الطفل الصغير وهو يقول: أتمنى أن أكون أنا ذلك الأخ! «متذكرين كلمات ربنا يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ( أعمال 20: 35)