حاولت عاملة بإحدى المحلات، أن تجعل زجاج فاترينة محلها نظيفًا ولامعًا؛ لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، رغم استخدامها لأفضل المنظفات وأجودها.
وبينما هي تحاول محاولة أخيرة، لاحظها أحدهم وأشفق عليها مقدمًا لها هذه النصيحة: يا بنتي؛ إن كان الزجاج يبدو معتمًا وغير نظيف فلابد فذلك لأن البقع ليست في الخارج بل في الداخل.
قامت العاملة بتنظيف الزجاج من الداخل، فعاد شفافًا وظهرت الفاترينه أكثر جمالاً.
قارئي العزيز
ربما ننخدع نحن أيضًا نظير هذه العاملة، فنهتم بالخارج، ونهمل الداخل. فقد نستيقظ مبكرًا، ونذهب لنصلي، ونقرأ بعض القراءات، ونصنع بعض الإحسانات... لكن ماذا عن الداخل؟ ماذا عن القلب؟ إن العبادة الفريسية هي التي تهتم بالأمور الخارجية والمظهر الحسن. لذلك حذر المسيح قائلاً «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نقِّ أولاً داخل الكاس والصحفة لكى يكون خارجهما نظيفًا» (متى23: 25).
إن الله لا يريدنا أن نهمل صورتنا الخارجية، ولكن ما يأمر به ألا تأخذنا هذه الأمور بعيدًا عن جوهر الإيمان. ينبغي أن نفعل هذه ولا نترك تلك؛ أن نبدأ بالداخل وسينعكس ذلك بالتأكيد على الخارج.
إنه يدعونا اليوم لكى ننقى نفوسنا من الداخل والخارج.
صــلاة: « قلبًا نقيًا اخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي» (مزمور51: 10).