لا زلت أتذكّر الإحساس الجديد الذي انتابني يوم كتبت التاريخ، فكتبت في خانة السنة 1990 لأول مرة. ثم اعتدنا أن نقول "سنة كذا وتسعون". واليوم أكتب 1999 ، فأتذكر أن عقداً (العقد هو مدة 10 سنوات) قد مضي منذ ذلك اليوم.
وإذا أنظر إلى أيام العقد الذي مضي، أتأكد أن الرب كان « ملجأ لنا » في كل أطوار الحياة ( مزمور 90: 1) ، أذكر كيف امسك يدي سائراً معي في ظلمة الليل وحَرّ النهار ، فمنحنى فى البرد دفئاً وفى الحر ظلاً ، بعمود السحاب هادياً مظللاوبعمود النار حافظاً حاميا ً (خروج 13 :21 ). أذكر كيف أبدى الأهتمام وأجزل العطاء، كيف عملت يداه فى كل تفاصيل حياتى لخيرى .فأى شكر يستطيع القلب أن يقدمه له ؟!
لكنى أتذكر أيضاً أن هذه السنة هى أخر سنة نكتب فيها " سنة ألف وتسعمائة وكذا " فالألفية الثانية قد أوشكت على الانتهاء . وأتعجب كيف جرت الأيام هكذا سريعا ! ولعلك تتعجب معى أيضاً.... فكم تبدل الحال اليوم عن الأمس . إنى بذلك أتذكر قول موسى عن العمر " تُقرض سريعاً " ( مز 90 : 11 )، فأدرك أن سنى العمر قصيرة وتجرى أسرع مما نتوقع وعلىٌ أن ألا أنسى ذلك فأعمل لما هو باقٍ وليس للبائد وأكنز لنفسى كنوزاً فى السماء لا على الأرض( يوحنا 6 :27 ، مت 6 :19 ،20 )
صديقى ، إن كل ما حولنا يؤكد أن كل شىء إلى نهاية قريبة (1بط 4 :7 ) فهل لذلك ؟! وهل النهاية التى تنتظرك سعيدة ؟!
أخيراً أرجو أن يكون عامنا عاماً مجيداً .... إذ يأتى فيه المسيح فيتحقق للمؤمنين الرجاء
وإلى مجيئه أتمنى لك عاماً سعيداً .... تعيش فيه بالقرب من الرب فتختبر على الأرض أيام السماء