الحوائط المشهورة في العالم والتاريخ كثيرة، منها سور الصين العظيم، وسور برلين الذى انهار منذ سنوات عديدة بعد أن ظل يفصل بين شطري مدينة برلين عاصمة ألمانيا لعشرات من السنين. لكن الحائط الذي أتحدث عنه الآن وارتفاعه 18مترًا موجود في أورشليم، وهو لا يقل شهرة عن هذين السورين، كما أن لنا فيه العبرة البالغة.
يُقال إن هذا السور هو الأثر الوحيد الباقي من هيكل سليمان، الذي بُني قبل نحو ألف عام من الميلاد، والذي جدده هيرودس الكبير على عهد المسيح. ولما جاء تيطس الروماني سنة 70م وخرّب الهيكل تمامًا، لم يبقَ من المبنى الفخم القديم سوى ذلك السور، وأصبح هو المكان الوحيد المقدس لليهود فى كل العالم، إليه يحج من استطاع إليه سبيلاً. لكن؛ أَتعرف ماذا يفعل عندما يصل إلى هذا الحائط؟ إنه يتذكر فيبكى. ولهذا سُمى حائط المبكى!
وتعجبت عندما عرفت أن اليوم المفضل لذهاب اليهود إلى حائط المبكى ليبكوا هناك هو يوم الجمعة. وتساءلت في نفسي؛ لماذا يوم الجمعة بالذات. وجاءتني الإجابة من الكتاب المقدس الصادق. ففي يوم الجمعة حمل المسيح الصليب وخرج خارج الأسوار؛ لا أسوار الهيكل فحسب بل أسوار أورشليم أيضًا. وفي طريقه تقابل مع بعض البنات وهن يلطمن وينحن عليه. فقال لهن يسوع لا تبكين على، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن. وظلت نبوة الرب هذه نافذة حتى اليوم، وفي كل جمعة يذهب اليهود إلى حائط المبكي ويذرفوا الدموع.
قارئي العزيز. لقد حمل المسيح الصليب نيابة عنك، ومات فوقه. وإن أنت آمنت بصليبه سيكون من نصيبك الأفراح الأبدية، لأن المسيح حمل أحزاننا عنا. وإلا فالبكاء سيكون حتمًا نصيب كل الرافضين والمتهاونين، هنا وأيضًا «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متى13: 42).