ماذا فعلت؟ هذا سؤال آخر وجّهه الله إلى قايين، كما جاء في تكوين4: 11، بعد أن قتل أخيه سرًّا ظانًا أن أحدًا لم يرَه.
أريدك الآن أيها القارئ العزيز، أن تتخيل ولو للحظات أن الله ظهر لك وسألك نفس السؤال. ماذا سيكون جوابك؟ ما هو ردك إذا سؤلت الأسئلة الآتية؟
1 - ماذا فعلت بعطايا الله لك؟ لقد أعطاك الله الصحة الجسدية والإمكانيات العقلية والمادية، فماذا فعلت بها؟ هل استخدمتها الاستخدام الصحيح؟ هل كنت أمينًا أمام الله في هذه العطايا التي منحك إياها؟ أم خدعك إبليس بطريقته الشريرة الملتوية وقادك لاستخدامها في إرضاء شهوات الجسد والعالم؟ احذر لئلا تصل حالتك إلى الوصف المكتوب في سفر حجى1: 6 «زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلاً تأكلون وليس إلى الشبع.تشربون ولا تروون.تكتسون ولا تدفأون، والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس منقوب»
2 - ماذا فعلت بحياتك الشخصية؟ هل حياتك العلنية الظاهرة متطابقة مع حياتك السرية الخفية؟ أم ينطبق عليك ما قاله الرب في سفر الرؤيا3:1 «أنا عارف أعمالك أن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت» هل تتظاهر بحياة الإيمان علانية؟ أي هل تهتم بحضور بعض الاجتماعات؟ هل تشارك في بعض الخدمات الكنسية؟ هل تستخدم بعض العبارات الروحية الشائعة؟ لكن ماذا عن حياتك الخاصة بعيدًا عن الأعين؟ هل الله له مكان حقيقي في داخل قلبك؟ لقد صرخ يوسف قديمًا عندما عُرضت عليه الشهوة الدنسة بعيدًا عن الأعين «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» (تكوبن39: 9).استمع إلى تحذير الله قديمًا في مزمور 50: 16-21«ما لك تحدِّث بفرائضي وتحمل عهدي علي فمك وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك. إذا رأيت سارقًا وافقته ومع الزناة نصيبك. أطلقت فمك بالشر ولسانك يخترع غشًا تجلس تتكلم على أخيك لابن أمك تضع معثرة. هذه صنعت وسكت.ظننت أنى مثلك، أوبخك وأصف خطاياك أمام عينيك»
3 - ماذا فعلت بوقتك؟ ألا تلاحظ معي أن الوقت يمضى سريعًا؟ يقول كاتب رسالة يعقوب «لأنه ما هي حياتكم. إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» (يعقوب 4: 14). ماذا فعلت بأيامك ونسينك الماضية؟ هل كنت أمينًا في وقتك أمام الله؟ إن الرب آت سريعًا، وسوف ينتهى الزمن، فاستمع لقول الكتاب في رسالة رومية13 : 11 «إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار»
4 - ماذا فعلت بأخيك؟
هل كنت سبب بركة وتشجيع لأخيك؟ هل كنت الواسطة التي استخدمها الله لإنقاذ نفس من الهلاك؟ هل قُدت إنسانًا هالكًا إلى المسيح فتمتع بالسعادة والخلاص الأبدي؟ أم أقولها بقلب حزين: هل كنت سببًا في معثرة الآخرين؟ هل استخدمك إبليس للإيقاع بشخص ما؟ تذكّر ما قاله الرب يسوع في إنجيل لوقا17: 1 «ويل للذي تأتى بواسطته (العثرات) خير له لو طوّق عنقه بحجر رحى وطـُرح في البحر، من أن يُعثر أحد هؤلاء الصغار»
ومن الجهة الأخرى ما قاله الله لإبراهيم في تكوين12: 2 «أباركك وتكون بركة .وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض»
5 - ماذا فعلت بيسوع؟
عندما وقف الرب يسوع يُحاكم من بيلاطس الوالي، سأل بيلاطس الرؤساء والجموع قائلاً «ماذا أفعل بيسوع الذى يُدعى المسيح؟»، هل تعرف ماذا كان ردهم؟ «قال له الجميع ليُصلب» ربما تقول يا لهم من أُناس أشرار قساة ظالمين. لكن ماذا عنك أنت؟ هل له المكان الصحيح في حياتك؟ هل حياتك تشهد بأنه رب وسيد لك؟ هل أنت على استعداد لاتباعه مهما كلفك الأمر؟ إن دعوته واضحة تمامًا «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني» (لوقا 9: 13). لماذا لا تُراجع نفسك الآن وتقوم راجعًا إليه هاتفًا من كل قلبك :
سيدى ماذا تريد اهدن حيث تريد
إنني لست أريــد غير فعل ما تريد