أعتقد أننا قد وصلنا لإلى الجزء الأخير من من قاننونا الذهبى
(بدأ الشاب حديثه بشغف مع صديقه الشيخ ليستكملا الحديث عن إختبار مشيئة الله )
- أرجو ألا تكون نسيت جزئيه الأولين
* بالطبع لا ، فلا زلت أذكرهما ، الطاعة الكاملة ، وعدم مشاكلة هذا الدهر .
- رائع إن تذكرك لأحاديثنا السابقة لهو أمر مشجع بحق لاستكمال الحديث
* خبرنى ما عندك إذاً عن الجزء الثالث " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم "
- إن قرارتنا تنبع من أفكارنا والتى تصدر عن أذهاننا لذلك كان تجديد الذهن أمراً هاماً
* وضح لى من فضلك .
- دعنى أقرب لك الأمر بمثال من الواقع ومن واقع جيلكم بالذات . بالتأكيد أنت تعرف الحاسب الآلى (الكمبيوتر ).
* بالطبع فهو لغة العصر .
- حسناً ، إنه أحد الأدوات المساعدة على إتخاذ القرار المناسب بأن يعطى معلوماتقيقة عند الحاجة إليها . ولكن ذلك لا يمكن إن لم نكن قد غذيناه بالبيانات الصحيحة من قبل ذلك ، وإلا فالنتائج لن تكون مُرضية على الإطلاق . فالمُدخُلات الصحيحة تعنى مُخرجات صحيحة . كذلك الحال بالنسبة لأذهاننا .
* كيف يكون ذلك ؟
- إن الذهن كما سبق وأشرت هو المركز والتى تنتج عنها إختياراتنا وقرارتنا . ولكى يعطينا الذهن القرار السليم فى الوقت المناسب يجب أن نكون قد سبق وغذيناه بمعلومات صحيحة أولاً .
* وبم أغذيه ؟
- بما أننى أريد أن تكون قرارتى مطابقة لأفكار الله ، وإختياراتى مطابقة لمشيئته فى حياتى ، فلابد أن أملأ ذهنى بأفكار الله نفسه ، فتلك هى البيانات
السليمة التى تساعد على إختيار القرار السليم فى حياتى ، ومستودع هذه الأفكار هو الكتاب المقدس لذلك ما يجب أن أغذى به ذهنى هو كلمة الله .
* وكيف يتم ذلك عملياً ؟
- ألخصه لك فى خمس كلمات : خصص ، أدرس ، أحفظ ، فكر ، عش .
- لنبدأ بالأولى .
- خصص كلمة الله لك أنت شخصياً . فعند قراءتك للكتاب أو سماعك لخدمة روحية ، أعتبر أن الكلام موجه بالمقام الأول لك . أقرأ مزمور 119 ، أنظر كيف يخصص فيه المرنم كلمة الله وفوائدها ونتائجها له هو شخصياً . تحذر من كل تحذير فيها ، وأعتبر كل تحريض على أنه أمر مباشر لك .أتذكر هنا قول قائد حربى مؤمن كان يقول دائماً " إنى أعتبر ما أقرأه فى الكتاب المقدس هو أوامر القائد الأعلى لى شخصياً.
* وماذا عن الدراسة ؟
- ادرس كلمة الله بعمق لا تكتف بمجرد قراءة سطحية بل أهتم بمعانى الكلمات ومغزى العبارات ، وخلفية الكلام . كُن مثل أهل بيرية الذين وصفهم الكتاب بأنهم شرفاء لأنهم كانوا " فاحصين الكتب كل يوم " أعمال 17 : 11 "
* وكيف يكون لى ذلك ؟
- أعط وقتاً كافياً للدراسة وابذل جهداً فى ذلك . استخدم كل ما لديك من إمكانيات لتغوص فى أعماق كلمة الله . واسأل المؤمنين المتقدمين عنك فيما يعسر عليك .
* ثم ماذا ؟
- إحفظ أكبر قدر يمكنك حفظه من أعداد الكتاب المقدس . فتذكرك لشواهد كتابية مناسبة فى مواقف متنوعة سينير لك الطريق لإتخاذ القرار . يقول صاحب المزمور " أكثر من الشيوخ فطنت لأنى حفظت وصاياك (مزمور 119 :100 ) ولا تنس أن الرب فى تجربته الثلاثية على الجبل (متى 4 )قد نال النصرة لأنه كان يحفظ المكتوب .
* لكنى أجد أنه من الصعب أن أحفظ الكثير من أجزاء الكتاب المقدسة .
- يا صديقى أنت تحفظ عنوانك وأسماء أصدقاءك ، والمعلومات التى تتعلق بهوايتك المفضلة فلم لا تستطيع أن تحفظ عندما يأتى الأمر إلى كلمة الله ؟
* إذاً أعطنى نصيحة عملية فى هذا الصدد .
- سأقترح عليك طريقة سهلة . فإن حفظك لأى معلومة ينشأمن تكرارها . كذلك تكرار النص الكتاب سيساعدك على حفظه ، لذلك أكتب النص الذى تؤيد حفظه على ورقة صغيرة . احتفظ بهذه الورقة فى جيبك ، واخرجها من حين لآخر كلما سمحت لك الظروف فى خلال اليوم لتقرأها . لن يمضى اليوم قبل أن تكون حفظت الجزء ، دون أن يستهلك ذلك منك وقتاً طويلا أو جهداً شاقاً .
* حسناً . لقد تكلمنا حتى الآن عن ثلاث نقاط التخصيص ، والدرس ، والحفظ . وماذا بعد ؟
- فكر فى كلمة الله باستمرار ، ليس فقط فى وقت دراستها لكن ، لكن فى أوقات أخرى . مثلاً وأنت تركب المواصلات ، أو وأنت تتناول طعامك ، فكر بعمق فى أحد آيات الكتاب التى قرأتها ودرستها . اسأل نفسك عن مضمون كل جزء فيها وكيف تمس حياتك الشخصية . وكيف يمكن تطبيقها يوماً فيوماً عملياً . لقد كانت إحدى صفات الحيوانات الطاهرة فى العهد القديم (وهى صورة للمؤمن )أن يجتر (لاويين 11 : 1 -8 ، تثنية 14 :4 – 8)ومعنى الاجترار أن يأكل الأكل فى المرة الأولى ويخزنه عنده حتى وقت لاحق ، فيعيده إلى فمه ليعيد مضغه من جديد ليستكمل فائدته من هذا الطعام .
* والنصيحة الأخيرة ؟
- عش عملياً كل ما قرأت وحفظت وتأملت فيه ووصلت إليه من خلال الخطوات السابقة . اسمع قول الرسول يعقوب " كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم " (يعقوب 1 :22 ).
* أعتقد أن هذه النقطة هى الأصعب .
- لكن المعونة متوفرة لتخطى صعوبتها ، صل دائماً أن يعطيك الرب قوة على أن تعيش ما تتعلمه من كلمة الله ، ولا تنس أن الله كما ينشىء فينا الأرادة لعمل ما يرضيه ، كذلك يمنحنا القوة لإتمامها (فيليبى 2 :13) .