اهدأ...تسكب

ورشة نجارة كبيرة، زارها صاحبها وكان ثريًا جدًا، وأثناء تجواله بها فقد ساعته الثمينة وسط أرضها الممتلئة بنشارة خشب كثيفة.  عندها أعلن صاحب الورشة عن مكافأة مالية ضخمة لمن يجد الساعة.

دبّ النشاط في العمال، وضاعفوا من جهدهم وقلبوا الورشة رأسًا على عقب بحثًا عن الساعة؛ ولكن دون فائدة.
وعند خروجهم ساعة الغذاء، دخل صبى صغير إلى الورشة ثم خرج بعد فترة وجيزة ومعه الساعة الثمينة.
نظروا إليه بدهشة، أين؟  وكيف وجدتها؟ أجابهم: لم أفعل شيئًا، لم أبحث عنها..  كل ما فعلته أنى جلست على الأرض ودققت السمع حتى التقطت أذناي صوت دقات الساعة.

 أخي..  أختي،  ما أكثر احتياجنا للهدوء، للانفراد مع السيد في جلسة هادئة عند قدميه، نسمع لصوته الهادئ «بالرجوع والسكوت تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم» (إشعياء 30: 15).  إن قوتنا الحقيقية ليست بالمجهودات الكثيرة والأصوات الرنانة، بل بجلسة كمريم عند قدمي الرب لنسمع إلى صوته فتكون قوتنا.  فهلا جلست عند قدميه بهدوء لتستمع لصوته الحلو الرقيق العذب؟