كان يعيش في بلدة صغيرة تمتاز بجوها الهادئ الجميل ونسيمها العليل وظل أشجارها الظليل، وسط خلانه وأحبائه الكثيرين. ولكن كان هناك شيئًا منغصًا له يسبب له الحزن والكآبة والرعب.. تُرى ما هذا الشيء الذى كان يقلقه ويهدده؟
إنه ليس أسد مفترس ينتظره ليمزقه إربًا إربًا، بل هو جرس ملك الأهوال كما يسميه الكتاب. فلقد اعتاد عامل الكنيسة في بلدته أن يدق ناقوس الكنيسة دقات متميزة عندما يموت أحد الأشخاص في هذه البلدة إذ كان يدق عدد دقات تساوى عمر الشخص الذى مات. فإن كان عمره 15 عامًا، دق خمس عشرة دقة، وإن كان 40، دق أربعين دقة.
وكان يرتعب دائمًا عندما يدق هذا الناقوس. ومما يزيد من انزعاجه وخوفه، فلا يتذوق طعم النوم ولا الراحة ولا السلام ولا السعادة أيامًا كثيرة، إن كان عدد الدقات يساوى عدد سنين عمره، إذ كان يتخيل في الحال نفسه هو الميت الذى تدق أجراس الكنيسة عدد دقاتها عليه، فيعيش أيامًا مُرعبة.
وأنت يا عزيزي إن لم تسمع صوت أجراس النعمة الحلوة وصوت طرقات الرب يسوع المحب، الذي ما زلت تسد أذنيك وتقفل بحزم باب قلبك، تاركًا إياه في الخارج وهو يتودد لك قائلاً « هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» (رؤيا3: 20). هل تسمع طرقاته وهو ينادى بصوت المحبة قائلاً « تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متى11: 28)... إم إنك تنتظر أن تسمع أصوات الموت الـمُرعبة نظير ذلك الغنى الذى سمع الصوت في ذات الليلة التي كان يتمنى فيه سنينًا عديدة « يا غبى! هذه الليلة تُطلب نفسك منك» (لوقا12: 20).
فتعال تمتع بأجراس النعمة فتحظى بالراحة والسلام والفرح والشركة والهناء مع رب السلام.
ها يسوع الباب دومًا يقرع وإليــك بالدخـــول يضــرع
فافتــح البــاب وإلا يرجـــع عنك فافتح ليسوع عاجلاً