قال أحد رجال الله : إن الرجال العظام المؤثرين فى العالم هم رجال صلاة، لاأقصد أولئك الذين يتكلمون عن الصلاة ويقدرون على شرح أهميتها وفوائدها، بل إننى أقصد هؤلاء الذين يصرفون وقتاً فى الصلاة.  فبالرغم من ضيق الوقت لديهم لكنهم يأخذون وقت الصلاة من شئ آخر وقد يكون هاماً أو عاجلاً جداً، لكنهم يعتبرونه أقل أهمية من الصلاة.

ولكن ماهى الصلاة؟  إنها ببساطة الحديث الخاص بين الإنسان والله - هى وسيلة الدخول فى شركة وعِشرة مع الله يوماً بعد يوم.

ومَنْ هو ذلك الإنسان الذى يستطيع أن يدخل فى عشرة مع الله؟ هو صاحب القلب الذى تطهر من خطيته وسكن فيه الله بروحه.

والآن دعنى أسألك: هل أنت هذا الإنسان؟ هل ينطبق عليك هذا الشرط؟ هل تطهر قلبك بدم المسيح؟ هل سكن الله بالروح القدس فى قلبك؟

لاتفشل إن لم تكن متأكداً بعد ... ٍصلِ الآن أول صلاة مقبولة عند الله طالباً منه أن يرحمك ويطهرك من كل خطية. هل فعلت ذلك؟

إذاً ثق أنه إستمع لطلبتك وأنك منذ الآن إنسان جديد بل أصبحت إبناً لله ولك الحق أن تدخل فى عشرة وشركة مستديمة معه.  أنت تتكلم وهو يستمع إليك.

والآن لكى تكون لك حياة الصلاة الناجحة المُشبعة تعال معى لنضع بعض العلامات على الطريق متذكرين ماقاله أحد الرجال المُختبرين «أنه من المستحيل على المؤمن بغض النظر عن مستوى اختباره الروحى أن يكون فى حالة صحيحة مع الله إذا لم يهتم بتقضية وقت .... وقت طويل مع الله.  دع أشياء كثيرة تمضى ولكن لاتهمل وقتك مع الله».

أولاً : المعوقات 
التى تقف أمام تمتعنا بالصلاة وتمنع استماع الله لنا : 1 - وجود خطية فى القلب أو الحياة، إنها كالفيروس الذى يُفسد الحياة (مزمور66: 18 ؛ 1بطرس3: 12).

  2 - وجود دوافع أو أهداف خاطئة يخدعنا بها الشيطان أو شهواتنا الجسدية.  فنطلب أموراً ردية أنانية قد تبدو لنا أنها صالحة (يعقوب4: 3).

3 - الشك وعدم الإيمان فى مواعيد الله من جهتنا (مرقس11: 24 ؛ يعقوب1: 6).

4 - عدم الإهتمام باحتياجات الآخرين فى الوقت الذى نتمتع نحن فيه بالكثير الذى يزيد عن حاجتنا (أمثال21: 31).

5 - عدم وجود روح المُسامحة والغفران للآخرين (متى6: 15،14).

ثانيا : المعونات
  التى تقودنا إلى صلاة صحيحة مقبولة ومُستجابة عند أبينا السماوى
          
1 - الثبات فى المسيح وكلمته - أى العيشة فى شركة مستمرة مع الرب والتغذى بكلمته وتطبيقها عملياً (يوحنا15: 7 ؛ 1يوحنا3: 22).

2 - طلب مشيئة الرب فى حياتنا واختبارها عملياً (1يوحنا5: 14).

3 - قيادة الروح القدس وتوجيهه لنا فى طلباتنا (رومية8: 26).

لقد قال أحدهم : «إن الروح القدس يربط نفسه معنا فى الصلاة ويصب تضرعاته فى داخلنا، ربما نكون ذوى خبرة فى أسلوب الصلاة وربما لدينا ثقة غير قليلة فى فاعلية الصلاة وقوة المواعيد الخاصة بها ونجاهد على أساس هذه المواعيد، ولكن إذا أهملنا الجانب الذى يعمله الروح القدس فى الصلاة نكون قد فشلنا فى استعمال المفتاح الرئيسى فى الصلاة المُستجابة.

ثالثاً : تذكر دائماً أن الإجابة بـ «لا» أو «انتظر» تُعتبر إجابة كاملة من الله مثل كلمة «نعم» تماماً .

رابعاً : متى نصلى؟ هل هناك أوقات محددة لذلك؟

1- نصلى دائماً «فى كل حين» (لوقا18: 1 ؛ 1تسالونيكى5: 17).
2 - عند الإحتياج الخاص (يعقوب1: 5 ؛ عبرانيين4: 16). قال رجل الله سبرجن «علينا أن نصلى عندما نشعر أننا فى جو الصلاة لأنه سيكون شيئاً خاطئاً أن نُهمل الفرصة المواتية.  وعلينا أن نصلى عندما لانكون فى جو الصلاة لأنه يكون شيئاً خطيراً أن نظل هكذا فى هذه الحالة غير الصحيحة.

خامساً : كيف نصلى ؟   كما ذكرنا فى البداية الصلاة ليست وضع طلبات أمام الله بل هى حديث شركة بينى وبين الرب لذلك فهى تحتوى على:
1 - تسبيح (عب13: 15)
2 - شكر (فيلبى 4: 6)
3 - إعتراف (مزمور32: 5)
4 - طلبات  (عبرانيين4: 16)

أخيراً تذكر أن الصلاة ليست محاولة لتغيير فكر الله بل الصلاة الحقيقية هى شركة مع الله بها نعبِّر عن ثقتنا فيه ونطلب معرفة فكره فى قرارات حياتنا اليومية، كما نُخضع بها إرادتنا لإرادته آخذين القوة لمقاومة محاولات الشرير لإحباط أهداف محبة الله فى حياة البشر.