زوائد قرنية شبه شفافة، تنمو على ظهر أطراف أصابع اليدين والقدمين، لحمايتها من الخبطات.  ونحن نقص أظافرنا من آن إلى آخر، حيث أنها دائمة النمو، وطولها يجعلها مرتعاً لتجمع الأوساخ وإصابة الإنسان بالأمراض.  وفي هذه الحالة فإن الإنسان يشبه الحيوانات والطيور، لا سيما تلك التي تحتاج إلى الأظافر لاقتناص الفرائس.  وهو ما حدث قديماً مع واحد من أعظم شخصيات زمانه: الامبراطور العظيم نبوخذ نصر، عندما فقد عقله نتيجة كبريائه، فانحط مثل الحيوان.  والجميل إن كرامته عادت إليه عندما رفع عينيه إلى الله في السماء (دانيآل4: 33 ،34).

الأمعاء
هي آخر أجزاء الجهاز الهضمي، وتتكون من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة التي تسمى أيضا القولون.  والأمعاء تستلم الطعام من المعدة لإكمال عملية هضم الطعام، حيث يتم امتصاص المواد الغذائية في الأمعاء الدقيقة، لتصل إلى الدم كي يستفيد منها الجسم، ومنها إلى الأمعاء الغليظة، حيث تخرج فضلات الطعام التي لم تُهضم، عن طريق المستقيم، إلى المخرج. والأمعاء الدقيقة طولها حوالي 7.5 م.  وتستغرق رحلة الطعام فيها نحو 4 ساعات، يتم خلالها امتصاص المواد الغذائية، أما الأمعاء الغليظة فطولها حوالي 1.5 م، ويظل الطعام فيها نحو 12 ساعة حيث يتم امتصاص الماء ليستفيد منه الجسم، قبل التخلص من الفضلات التي لا يحتاج الجسم إليها.

ولقد وردت الأمعاء في أكثر من موضع في الكتاب المقدس.  هناك ملك شرير من ملوك يهوذا اسمه يهورام، أخطأ إلى الرب فضربه الرب في أمعائه بمرض ليس له شفاء (2أخبار أيام21: 18 ،19)، قد يكون هذا المرض حالة دوسنتاريا شديدة، أو قد يكون سرطان القولون.  وحدث بعد سنتين من المرض الشديد أن خرجت أمعاءه ومات.  وربما كانت الإشارة هنا إلى مرض البواسير. لكن العجيب أن ربنا يسوع المسيح، وهو الوحيد الكامل الذي لم يعصَ الله قط، عانى عند موته، من ضمن ما عانى، آلاماً مبرحة في أمعائه (أو جوفه) كما نقرأ في مزمور22: 14. 

ويَرِد في الكتاب المقدس كلاماً عن الأحشاء.  وهي أوسع في المعنى من الأمعاء، إذ تشير إلى كل ما تحت الحجاب الحاجز (مثل الكبد والطحال..، بالإضافة إلى الأمعاء).  لكنها غالباً ما تستخدم هذه الكلمة (مثل الأمعاء أيضاً) بمعنى مجازي، يشير إلى:
العواطف الداخلية في الإنسان (فيلبي1: 8؛ فيلمون7 ،12 ،20)؛
وإلى الإعزاز والمحبة (مزمور40: 8)؛
وإلى مشاعره الرقيقة (تكوين 43: 30؛ كولوسي3: 12).

الأنف
عضو التنفس والشم، فهو العضو الذي عن طريقه يتم استنشاق الهواء اللازم لحياة الإنسان، كما أنه العضو المسؤول عن إحدى الحواس الخمس، وهي حاسة الشم.

  يتكون الأنف من تجويفين هما المنخران، يفصل بينهما حاجز غضروفي عظمي.  وفي هذا التجويف يتم تنقية الهواء من الأتربة، وتدفئته قبل دخوله داخل الجسم.  فالأنف من الداخل به شعر، كما أنه مبطن بغشاء مخاطي، مما تساعد على التصاق أتربة الجو به أثناء مرور الهواء عليه.  كما أن تعاريج هذا الغشاء المخاطي يساعد على تدفئة وترطيب الهواء قبل دخوله إلى الرئتين.

وللأنف أهمية خاصة في الكتاب المقدس إذ أنه أول عضو من أعضاء الجسم ذكر في الكتاب المقدس، حيث منه تلقى آدم نسمة الحياة من الخالق، فصار آدم نفساً حية (تكوين2: 7).

والرجل البالغ يتنفس عادة حوالي 16 مرة في الدقيقة، بينما الشاب الناشيء يستنشقه 20 مرة، والطفل المولود حديثاً 55 مرة.  كما أن الإنسان الطبيعي يستنشق في اليوم الواحد حوالي 115 ألف لتر من الهواء.  وهو لا يقدر أن يستغنى عن الهواء لأكثر من دقائق معدودة، يموت بعدها بالاختناق.  ولهذا فليس عجيباً أن يقول لنا الله «كُفّوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة، لأنه ماذا يُحسَب؟» (إشعياء2: 22).

لكن بالإضافة إلى فائدة الأنف في التنفس فإنه هام جداً لأنه أيضاً العضو الأساسي في إحدى الحواس الخمس التي للإنسان (حاسة الشم).  وهي ليست حاسة ترفيهية أو كمالية، بل إنها مهمة جداً للإنسان، وبدونها تستحيل الحياة.  فإننا عادة، ودون أن نشعر، قبل أن نبدأ في تناول الطعام نشمه، لنعرف إن كان الطعام فاسداً وضاراً أم أنه صالح وشهي.  لهذا السبب اعتُبرت الأنف في الكتاب المقدس رمزاً للقدرة على التميز بين الخير والشر.  وتُمدح العروس في سفر النشيد بأن أنفها كبرج داود الناظر تجاه دمشق (7: 4).  والمعنى الروحي هنا أنه يجب على المؤمن أن يعرف عدوه، وأن يسهر ضد مكائده، وألا يجهل ألاعيبه (1بطرس5: 8؛ 2كورنثوس2: 11). ومن ضمن عيوب الأنف الخَلْقية أن يكون الأنف مسطّحاً، وفي هذا الحالة يكون الشخص أفطساً، وفي العهد القديم كان هذا العيب يمنع الكاهن عن ممارسة خدمته في هيكل الله (لاويين21: 16-24).  والدرس الذي نتعلمه من ذلك أن ندرب أنفسنا دائماً على فضيلة التمييز بين الخير والشر (فيلبي1: 10؛ عبرانيين5: 14). وكانت الأنف في زمان العهد القديم تتزين في بعض الأحيان بخزائم ذهبية (إشعياء 3: 21؛ تكوين 24: 22)، الأمر الذي ما زال يحدث إلى الآن في بعض المناطق البدوية.

ومن الجانب الآخر كان الملوك في الحروب يربطون الأسرى بخزامة من أنوفهم ويجرونهم في مذلة وإنكسار، وهو ما حدث مع أحد الملوك الأشرار في يهوذا، اسمه الملك منسى (2أخبار33: 11-31)، لكن عن طريق هذا الضيق والذل طلب الرب وتواضع جداً، فخلصه الرب خلاصاً زمنياً وأبدياً!