هذه مجموعة من الأسئلة الفاحصة التي وجّهها الله لشخصيات متعددة عبر الزمان، ودوِّنت فى الكتاب المقدس. دعونا نفترض أنها موجهة لكل واحد منا، فماذا ستكون إجابتنا؟
هل أعوزكم شـيء؟
هذا سؤال أخير نسمعه من الرب يسوع المسيح لتلاميذه، في نهاية رحلته على الأرض وقبل ذهابه إلى الصليب. فبعد مسيرة تقرب من الثلاث سنوات عاشوا فيها معه ورافقوه يوماً بعد يوم، اعتمدوا عليه في تدبير كل احتياجاتهم وأمور حياتهم اليومية، يوجِّه إليهم هذا السؤال كما جاء في لوقا 22: 35، هل تعرف ماذا كان جوابهم؟ أجابوا «لا». لقد وجدوا فيه كل كفايتهم. هذا عن التلاميذ ولكن دعني أسمع إجابتك أنت على نفس السؤال. هل وجدت فيه كل كفايتك لتسديد احتياجاتك الأساسية التالية:
1 - غفران الخطايا: هل قبلته مخلِّصاً وفادياً شخصياً لك؟ هل تثق في كفاية دمه المسفوك على الصليب ليعطيك قبولاً كاملاً وأبدياً عند الله؟ هل تستطيع أن تقول دائماً ومن كل قلبك «فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أفسس 1: 7).
2 - النُصرة اليومية: إن الحياة مليئة بالتحديات اليومية. وهجوم العدو (إبليس وأعوانه) لا ينقطع، فحربنا معه لن تنتهي إلا بمجيء المسيح الثاني، ونحن بقوتنا وحكمتنا الشخصية لا يمكن أن نتمتع بالنُصرة المستمرة الحقيقية، فهل تعلمت الاحتماء فيه وأن تجعله هو دائماً في المقدمة في كل حروبك الروحية؟ هل تستطيع أن تقول دائماً «شكراً لله الذي يقودنا في موكب نُصرته في المسيح كل حين» (2كورنثوس 2: 14).
3 - الاحتياجات اليومية: هل اختبرته كالراعي الحقيقي الذي يعرف احتياجات خرافه ويسدِّدها بالكامل؟ هل تذهب إليه بكل أعوازك قبل أن تذهب للبشر؟ هل تستطيع أن تقول من قلبك «الرب راعيّ فلا يعوزني شيء (مزمور 23: 1).
4 - الاحتياجات النفسية: هل وجدت فيه ينبوع المحبة الصادقة الذي يُشبع حياتك؟ هل تتمتع معه بالأمان الحقيقي وسط عالم ممتلئ بالقلق والخوف؟ هل وجدت قيمتك الحقيقية فيه وسط مقاييس عالمية كاذبة زائفة؟ اسمعه يقول لك «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي... صرت عزيزاً في عينيّ مكرّماً وأنا قد أحببتك» (إشعياء 43: 1 ،4).
والآن، لكي يكون هو كفايتك على الدوام وإلى نهاية الحياة على الأرض، تأمل فيه، فهو:
1 - الإله الذي لا يتغير: إنه الأول والآخر، البداية والنهاية. إن «يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد»
(عبرانيين 31:8). كما كان معنا في الماضي، هو معنا في الحاضر أيضاً وكذلك في المستقبل بل وإلى الأبد.
2 - الخالق وصاحب السلطان المُطلق: إنه هو الذي صنعنا وأنشأنا ولم يفعل ذلك باطلاً، بل نقرأ في أفسس) 2:10 («نحن عمله (قصيدته الشعرية) مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها». وأيضاً في مراثي إرميا3:37 «مَنْ ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر؟». 3 - الفادي المُحب: لقد ارتضى أن يدفع دمه الثمين لتحريرنا وإنقاذنا من سلطان إبليس مقدِّماً محبة لا مثيل لها. فهل بعد ذلك يمكن أن يتخلى عنا في منتصف الطريق أو يحرمنا من أي شيء يرى هو أنه لصالحنا؟ لذلك يحق لنا أن نترنم مع الرسول بولس قائلين «إني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية 8: 38 ،39).
والآن، ونحن على وشك أن نودِّع عاماً في حياتنا، هل نشكره على كل ما أعطانا وعلى ما لم يُعطِنا إياه؟ هل نتقدم إلى عام جديد واثقين فيه وفي رفقته لنا، مكتفين به تماماً بقلوب واثقة مطمئنة إلى أن يجيء؟