يصف الكتاب المقدس الإنسان بِعدّة صفات:-
1- الإنسان ضعيف وهشّ
لذلك عندما وُلد ابن لشيث ابن آدم، أسماه «أنوش» الذي معناه «هشّ» (تكوين 4: 26). ويقول أليفاز التيماني في وصفه لضعف الإنسان «يُسحَقون مثل العث» (أيوب 4: 19). وأي واحد منا اختبر ضعفه الشديد. ولكن شكراً لله لأن المؤمن بالرب يسوع يتمتع بقوة الرب التي لحسابه «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني» (في 4: 13).
2- الإنسان تعبان في الأرض
قال الرب لآدم، بعد دخول الخطية «بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك... بعرق وجهك تأكل خبزاً»، وقال لحواء «تكثيراً أُكثر أتعاب حبلك» (تكوين 3: 16-19). وقال لموسى رجل الله عن الحياة «أفخرها تعب وبَليّة» (مزمور 90: 10). أي أن التعب والعرق والمشقة والبلية صفات تلازم الإنسان طوال أيام حياته. لكن الراحة الحقيقية عند الرب يسوع الذي قال «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متى 11 :28).
3- الإنسان ترابي أي مخلوق من التراب
«الإنسان الأول من الأرض ترابي» (1كورنثوس 15: 47)، ولقد قال الرب لآدم «لأنك تراب، وإلى ترابٍ تعود» (تكوين 3: 19). لكننا كمؤمنين ارتبطنا بالإنسان الثاني، الرب من السماء، وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي، وهذا سيتم عندما يأتي الرب يسوع لاختطافنا فإنه «سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (فيلبي 3: 21).
4- الإنسان قليل الأيام وزائل
مهما عاش الإنسان على الأرض من سنين فإن أيامه قليلة جداً إذا ما قورنت بالأبدية الطويلة التي لا تنتهي، لذلك يقول الكتاب «الإنسان مولود المرأة قليل الأيام» (أيوب 14 :1)، ويقول داود «عرِّفني يا رب نهايتي ومقدار أيامي كم هي، فأعلم كم أنا زائل» (مزمور 39: 4). وحياتنا القصيرة مشبَّهة بأنها ظِل، ونفخة، وخيال، وقصة، وبخار (أيوب 8: 9؛ مزمور 39: 5 ،6؛ 90: 9؛ يعقوب 4: 14). لكن شكراً لله لأننا كمؤمنين بالمسيح لنا رجاء مبارك وهو مجيء الرب لاختطافنا.
5- الإنسان دودة
في أيوب 25: 6 يقول «الإنسان الرِمّة وابن آدم الدود»، والدود إشارة للحقارة، لأن الدودة صغيرة جداً وحركتها بطيئة جداً، وما أسهل أن تسحقها بقدمك، وهي تعيش بين الشقوق والطين. لكن في المسيح صار المؤمنون ممجَّدين، ويقول الرب يسوع «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني» (يوحنا 17: 22).
6- الإنسان فاسد ونجس وشرير
«مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء» (أيوب 15: 16). «الجميع زاغوا وفسدوا معاً» (رومية 3: 12). «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس» (إرميا 17: 9). «ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم» (تكوين 6: 5). لكن الذي يأتي إلى الرب يسوع بالإيمان، يتطهر ويغتسل من خطاياه بدم المسيح.
7- الإنسان ضال وخاطئ وماكر
يقول النبي إشعياء «كُلّنا كغنمٍ ضللنا. مِلنا كل واحد إلى طريقه» (إشعياء 53: 6). ويقول داود النبي «هأنذا بالإثم صوِّرت، وبالخطية حَبِلت بي أمي» (مزمور 51: 5). والإنسان ليس فقط مولود بالخطية، أي بطبيعته فاسد، لكنه أيضاً يرتكب الكثير من الخطايا « بألسنتهم قد مكروا... إذ الجميع أخطأو» (رومية 3: 13 ،23). لكن في المسيح يسوع صار المؤمنون قديسين وبلا لوم أمام الله (أفسس 1: 4).
8- الإنسان عنيد وعاص
«كجحش الفرا يولد الإنسان» (أيوب 11: 12)، وجحش الفرا هو الحمار الوحشي الذي يتصف بالعناد، ومكتوب عنّا «ومن البطن سُمّيت عاصياً» (إشعياء 48: 8). لكن بعد الإيمان بالمسيح يأخذ المؤمن طبيعة جديدة يسكن فيها الروح القدس فيصبح مطيعاً لله وكلمته (1بطرس 1: 14).
9- الإنسان متوحش
أول ابن يولد لآدم، قايين، قام على أخيه وقتله (تكوين 4: 8). وذُكِر عن اسماعيل ابن ابراهيم وهاجر «يكون إنساناً وحشياً» (تكوين 16: 12). وهناك ملك عظيم هو نبوخذنصر «كانت سكناه مع الحمير الوحشية» (دانيال 5: 21). ويقول بولس «كإنسان قد حاربت وحوشاً في أفسس» (1كورنثوس 15: 32). لكن المؤمنين بالرب يسوع صاروا خرافاً مسالمة متضعة (يوحنا 10: 27).
هذه هي صفات الإنسان، لكن شكراً لله لأنه أحب الإنسان «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 16)، وأيضاً موضوع اهتمامه ولذته، إذ مكتوب «ولذّاتي مع بني آدم» (أمثال8: 31).
أخي.. أختي.. مهماً كانت صفاتك، فإن الله يحبك ويريد خلاصك، واعلم أن الطريق الوحيد لسعادتك ولغفران خطاياك هو الإيمان القلبي بالرب يسوع المخلص الوحيد. فتعالَ إليه مسرعاً فيغيّر حياتك تماماً