الشخص المناسب للاستخدام الإلهي (حزقيال)
هو أحد الملوك الأتقياء الذين استخدمهم الله للقيام بنهضة عظيمة في مملكة يهوذا. وقد كانت أيامه صعبة للغاية، حيث كان الشر قد عمَّ البلاد كلها. إلا أن نعمة الله أعدت حزقيا كإناء للكرامة، وروح الله أضرم في قلبه غيرة لله. حزقيا معنى اسمه: "شفاء يهوه"، وقد كان اسماً على مسمى، إذ استخدمه الرب لشفاء شعبه من عبادة الأوثان والشرور المصاحبة لها.
وقد جاء تاريخ حزقيا في (2ملوك 18 - 20) و (2أخبارالأيام 29 - 32) وهو تاريخ شيق للغاية ومليء بالأحداث المثيرة. ومن دراستنا لشخصيته نكتشف أن حياته تميَّزت بسِمَات رائعة، جعلته شخصاً مناسباً للإستخدام الإلهي.
1- الاتكال على الرب
«على الرب إله اسرائيل اتَكل وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا...والتصَق بالرب ولم يحِد عنه، بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى». (2ملوك 18: 5 ،6)
لما اعتلى حزقيا العرش كانت المملكة غارقة في العبادة الوثنية، واكتشف أنه ورث عن أبيه «آحاز» إرثاً ثقيلاً من الفساد والنجاسة. وأحس بجسامة المسئولية وضعفه الشخصي إزاءها، فالتجأ إلى الرب متكلاً عليه بالتمام. وهذا هو طريق كل شاب يريد أن يحيا حياة الطهارة وسط نجاسة العالم. إنها بلا شك حياة صعبة ومكلِّفة، لكن عند الرب الإمكانيات الكافية «كما أن قدرته الإلهية قد وهَبَت لنا كل ما هو للحياة والتقوى» (2بطرس 1: 3). لكن لكي نختبر هذه القوة لا بد من الاعتماد الدائم على الرب والالتصاق به «التصقت نفسي بك، يمينك تعضدني» (مزمور 63: 8).
هل نصلي كما صلى يعبيص قائلاً: «وتكون يدك معي وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني» (1أخبار 4: 10).
2- الغيرة لمجد الرب.
«فالآن فى قلبى أن أقطع عهداً مع الرب» (2أخبار 29: 10).
لم تكن إصلاحات حزقيا مجرد نشاط خارجي أو حماس ظاهري، لكنها نبعت من قلب مخلِص امتلأ بالغيرة للرب. لذا فبمجرد أن اعتلى العرش لم يضيّع وقتاً بل بدأ فوراً. «في السنة الأولي من ملكه في الشهر الأول فتح أبواب بيت الرب ورممها». يا له من اجتهاد عظيم! كما أنه عَمِل بكل طاقته لتطهير المملكة من العبادة الوثنية. ويقول عنه الكتاب «هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسي لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نحشتان» (2ملوك 18: 4).
أخي الشاب هل صممت أن تعيش للرب وترفض كل ما يتعارض وطاعته في حياتك؟ هل جعلت في قلبك، كما فعل دانيآل، أن لا تتنجس (دانيآل 1: 8)؟ وهل أقمت راسخاً فى قلبك أن ترفض التمتع الوقتى بالخطية كموسى (عبرانيين 11: 24)؟ وهل تصلى كداود «وحِّد قلبي لخوف اسمك» (مزمور 86: 11).
3- التقدير لشريعة الرب
بعد أن تم تطهير الهيكل من كل أثر للنجاسة، وبعد أن عادت إليه خدمة الكهنة واللاويين، اهتم حزقيا بعمل عيد الفصح. «وأرسل حزقيا إلى جميع اسرائيل ويهوذا وكتب أيضاً رسائل إلى أفرايم ومنسى أن يأتوا إلى بيت الرب فى أورشليم يعملوا فصحاً للرب إله إسرائيل». وقد نبَع هذا من فطنة روحية ودراية للشريعة التي أوصت الشعب بعمل الفصح في كل سنة. وكان اهتمام حزقيا أن يمارس الفصح بحسب الشريعة «لأنهم لم يعملوه كما هو مكتوب منذ زمان كثير». فمن الواضح أن كلمة الله كانت لها مكانتها العظمى عنده، وكان يجتهد لإتمام كل تفاصيلها. وكم يُسرّ الرب بهذا!
أخي الشاب، هل لكلمة الله مكانة فى حياتك؟ هل تقرأها يومياً باهتمام؟ وهل تشتاق لطاعة ما فيها؟ إن محبتنا للمسيح تتبرهن فى حفظنا لوصاياه «الذى عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني» (يوحنا 14: 21). والآن هل نشتاق أن يستخدمنا الرب لمجده فى هذه الأيام؟ لنجتهد إذاً أن تكون فينا هذه السِمَات، حتى يكون كل منا «إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح» (2تيموثاوس 2: 21).