كان يعيش في قيصرية قائد مئة اسمه كرنيليوس. كان هذا الرجل تقياً خائف الله مع جميع بيته، يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلي إلى الله في كل حين، فرأى ملاكاً من الله داخلاً إليه وقائلاً له صلواتك وصدقاتك صعدت تذكار أمام الله، والآن أرسل واستدع سمعان المُلقَّب بطرس، هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل. فأرسل كرنيليوس واستدعى بطرس، فلما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً عند قدميه. فأقامه بطرس قائلاً:
قم أنا أيضاِ إنسان (أعمال 10: 26)
أي أن الرسول بطرس رفض أن كرنيليوس يسجد له. وعندما ذهب الرسول بولس إلى لستره، كان هناك رجل عاجز الرجلين، مُقعد من بطن أمه، فقال له بولس بصوت عظيم: قُم على رجليك منتصباً، فوثب وصار يمشي».
لقد حدثت معجزة استخدم الله فيها الرسول بولس، والجموع لما رأوا ما فعل بولس قالوا: إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا. فأتى كاهن المدينة بثيران وأكاليل عند أبواب المنزل الذي كان فيه بولس ومعه برنابا، وكان يريد أن يذبح. لكن عندما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما واندفعا إلى الجمع بغيرة مقدسة لمجد الله، صارخين وموبّخين الرجال قائلين لهم «لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضاً بشر تحت آلام مثلكم، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها» (أعمال الرسل 14: 8-15).
أي أن الرسولين برنابا وبولس رفضا أن تقدم تلك الجموع لهما ذبائح، أو أن يسجدوا لهما قائلين إنهما بشر.
وعندما خرَّ يوحنا الحبيب أمام رِجْلَيّ الملاك الذي كان يكلمه، ليسجد له، رفض الملاك قائلاً له: «انظر لا تفعل. أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله» (رؤيا 19: 10؛ 22: 8 ،9).
من هذا نفهم أنه لا ينبغي أن يُقدَّم سجود للبشر أو للملائكة، لكن ينبغي أن يُقدم السجود لله فقط، والكتاب يقول «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى 4: 10). وأيضاً «علوا الرب إلهنا واسجدوا عند موطئ قدميه» (مزمور 99: 5)، «اسجدوا لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه» (رؤيا 14: 7). وعندما نسجد للرب يجب أن نكون في الوضع الصحيح روحياً «اسجدوا للرب في زينة مقدسة»(مزمور29: 2). والسجود مرتبط بحياة التقوى ومخافة الرب «اتقوا الرب ... وله اسجدوا» (2أخبار الأيام 17: 36).
* * * * *
ولأن المسيح له المجد هو الله الظاهر في الجسد، فتبارك اسمه، قَبِل السجود من كثيرين عندما كان هنا على الأرض، وقريباً جداً سيتحقق القول «تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَنْ تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌّ لمجد الله الآب» (فيلبي 2: 10 ،11).