إذا قالوا ما اسمه؟ فماذا أقول لهم؟

 

نستكمل هنا دراستنا في إجابة الله على سؤال موسى في خروج 3 :13-15 بالقول «يهوه... هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلي دور فدور».

عندما نتصفح العهد القديم نجد أن هذا الاسم ارتبط ببعض الصفات التي لها مدلولاتها الخاصة والتي تحمل معاني روحية عظيمة، دعونا نتأمل فيها باختصار .

1-يهوه يراه

هذا الاسم نجده في (تكوين22 : 14). فبعدما قدَّم إبراهيمُ إسحاقَ على المذبح، تنفيذاً لأمر الله، وقبل أن يذبح ابنه ناداه الله قائلاً: «لا تمد يدك إلى الغلام»، ثم نظر إبراهيم وإذا كبش وراءه مُمسَكاً في الغابة، فقام وأصعده محرقة بدلاً من ابنه. وبعدها دعا إبراهيم هذا المكان «يهوه يرأه» ويعني "الرب يرى". ويعلن ذاته أنه أعظم من يدبِّر. لقد عرف احتياج إبراهيم في هذه اللحظة وصعوبة ما كان سوف يعمله على نفسه، لذلك تدخل في الوقت المناسب مدبِّراً الذبيحة المطلوبة. هذا هو إلهنا العظيم. أ لم يتدخل مدبراً أمر خلاصنا؟ وبحق كتب بولس في رومية 5 : 6 «لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيَّن لأجل الفجار». ثم ألا نختبر المكتوب في فليبي4: 19 «يملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع»، في حياتنا اليومية وخاصة عندما تضغط علينا الظروف والاحتياجات؟

2-يهوه نسي

نجد هذا الاسم في خروج17 : 15. عندما أتى العدو ليحارب شعب الله قديماً وهو في برية سيناء، صعد موسى إلى الجبل ليطلب معونة الرب، وذهب يشوع والرجال لمحاربة الأعداء. وبعد أن تمت النصرة الكاملة، بنى موسى مذبحاً لله ودعى اسمه «يهوه نِسِّي» الذي يعني "الرب رايتي"، مُعلِناً أن الرب وحده هو مصدر خلاصه ونصرته.

فماذا عنك أنت؟ هل تواجه حرباً شديدة من إبليس؟ هل حاولت الانتصار عليه بقدرتك وبحكمتك الشخصية فلم تستطع؟ جاء الوقت لكي ترفع راية جديدة وهي الاحتماء في الرب وحده، وجعله قائدك في المعركة. وثق أنك عندها سوف تتمتع بالنصرة الكاملة الحقيقية، ويتم فيك ما كتبه بولس الرسول «شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين» (2كورنثوس2: 14).

3-يهوه شلوم

هذا الاسم نجده في (قضاة6 : 24). لقد استعبد المديانيون شعبَ الله القديم نتيجة شرهم وبُعدهم عن الله. ولكن عندما صرخوا إلى الله طالبين المعونة، جاء ملاك الرب وظهر لرجل اسمه جدعون وطلب منه أن يذهب ويخلِّص الشعب. وعندما تأكد جدعون من دعوة الله له لتنفيذ هذه المهمة العظيمة، بنى مذبحاً ودعاه «يهوه شلوم» الذي يعني "الرب سلام"، أي هو وحده الذي يستطيع أن يعطي السلام لشعبه. هل اختبرت أنه بعيداً عن الله لا سلام؟ لكن هل تعلم أن أحد أسماء الرب يسوع هو «رئيس السلام»؟ لذلك معه فقط تتمتع بالسلام الحقيقي مع الله.

4-يهوه شمه

نجد هذا الاسم في حزقيال48 :35. بعد أن أعطى الله رؤيا عظيمة لحزقيال عن المستقبل البعيد، يختم سفره بهذه العبارة «يهوه شمه» والتي تعني "الرب هناك"، معلناً أن الله مرتبط بشعبه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. ألا يذكرنا هذا بما كتب في متى1:32 عندما أخبر الملاك يوسف بميلاد الرب يسوع فقال: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا»؟ ثم يؤكد الرب يسوع هذه الحقيقة بنفسه عندما قال: «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى18:20). ثم يُختم الكتاب المقدس في رؤيا21:3 بالقول «هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعباً، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم».

هذا هو إلهنا العظيم، الرب القريب منا جداً، يسوع المسيح الذي هو بحق أمساً واليوم وإلى الأبد. هل تتمتع به وبالعشرة معه؟ هل له تواجد حقيقي فعلي في حياتك؟ وما هي إجابتك الشخصية إذا سؤلت عنه: ما اسمه؟