رسالة فليمون هي واحدة من أربع رسائل شخصية (تيموثاوس الأولى والثانية وتيطس وفليمون)، وواحدة من أربع رسائل كتبها بولس من سجنه الأول في روما (أفسس وكولوسي وفيلبي وفليمون)، وواحدة من أربع رسائل قصيرة عبارة عن أصحاح واحد (فليمون ويوحنا الثانية والثالثة ويهوذا).
موضوعها
بولس يكتبها لأخيه وصديقه الحبيب فليمون وعائلته؛ بخصوص ابنه في الإيمان أنسيمس، فيها يشجِّع فليمون على أن يغفر لأنسيمس ويقبَله، حيث أن أنسيمس هذا كان عبداً لفليمون، لكنه هرب من سيده بعد أن سلبه، إلا أنه في روما تقابل مع الرسول بولس الذي ربحه للمسيح، ثم ردّه إلى فليمون مع تيخيكس ومعهما هذه الرسالة.
غرض بولس منها
1- إنقاذ أنسيمس من العقوبة الصارمة التي يستحقها، طبقاً للقانون الروماني، باعتباره عبداً هرب من سيده، وأيضاً باعتباره لصاً.
2- بعد أن قبل أنسيمس المسيح مخلِّصاً، تغير تغييراً عظيماً، وصار خادماً نافعاً للرب، وأراد بولس أن يستبقيه عنده ليخدمه، لكنه لم يُرِد أن يفعل هذا قبل أن يستأذن فليمون.
فائدتها لنا
1- تعطينا نموذجاً عملياً لقدرة وفاعلية الحق المسيحي في تغيير البشر والإرتقاء والسمو بهم، وجعل أنسيمس غير النافع نافعاً.
2- تعطينا نموذجاً مثالياً رائعاً للذوق المسيحي الراقي في التعامل أحدنا مع الآخر، وكيف علينا أن نحرص على مشاعر الآخرين وأحاسيسهم.
3- تكشف لنا الكثير من الخصائص الشخصية الراقية جداً لشخص بولس الرسول.
4- تعطينا مثالاً لطريقة الإنجيل في الإصلاح الاجتماعي؛ فهو ألغى العبودية دون أن يلغيها. فهو وإن كان لم يلغِها شكلاً إلا أنه ألغاها جوهراً، فأين العبودية في ظل عددي 16 ، 17. فالإنجيل أصلح، لا بالتغيير الخارجي، بل بالتغيير الداخلي لكل من العبد والسيد، ويغير لا بالإجبار بل بالإقناع، لا بالسيف بل باللطف.
5- تعطينا نموذجاً جميلاً للوسيط الصحيح، والذي يبني وساطته لا على الرحمة فقط بل على البر والرحمة. إذ يقول لفليمون في عدد91 «أنا أوفي».
6- الرسالة رغم قصرها توضِّح إلى حد كبير قصة فدائنا؛ فالإنسان عبد للّه وليس فقط هرب منه بل سلبه أيضاً، والناموس لا يقدِّم له وساطة بل إدانة، لكنه وجد في النعمة ملجأً، حيث قدّمت له المسيح ليدفع ويدافع عنه، المسيح الذي يعتبره الله شريكاً. ومن خلال وساطة المسيح يصبح العبد ابناً، إذ قد وجد وسيطاً وأباً، ويعود إلى الله ويُقبل منه لا كعبد بل نظير المسيح تماماً.
7- فليمون يعني الذي يُقبِّل وأنسيمس يعني نافع، وفي الرسالة نرى صورة جميلة لقُبلة المصالحة التي تجعلنا نافعين.
أقسام الرسالة
ع1-3 : تحية بولس لفليمون وعائلته والكنيسة التي في بيته.
ع4-7 : مدح بولس لشركة إيمان فليمون الفعالة.
ع8-17 : بولس يتوسط لأجل أنسيمس.
ع18-21 : بولس يترافع ويضمن أنسيمس.
ع22-25 : تسليمات ختامية.
توايخ وأرقام
كُتبت سنة 62م تقريباً، وتحتوي على 334 كلمة بحسب الأصل اليوناني، ويمكن قراءتها في ثلاث دقائق.