في شهر ديسمبر 1989، ذكرت جريدة الأهرام القصة التالية:
شاب يائس من الحياة، في أمريكا، قرّر أخيراً أن يضع حدّاً لحياته التعيسة بأن ينتحر. وفي نفس الوقت، كان شقيقه الوحيد مصاباً بمرض مزمن في القلب، ولما ساءت حالته نقلوه للمستشفى؛ حيث قرر الأطباء أنه يحتاج إلى عملية زرع قلب جديد له، لإنقاذه من الموت.
حينئذ ذهب الشاب اليائس إلى نفس المستشفى التي يرقد فيها شقيقه المريض، ثم كتب ورقة بأنه يتبرع بقلبه لإنقاذ أخيه. ووضع الورقة في مكان ظاهر بجواره. وفي إحدى طرقات المستشفى أطلق النار على نفسه لتخترق الرصاصة حنجرته، حتى لا يموت في الحال، لكن يكون هناك وقت كافٍ يستطيعون فيه نقل قلبه الحي إلى أخيه المريض. ولكن للأسف اكتشفوا جثته بعد وفاته بأكثر من عشر دقائق، وبالتالي لم يصلح قلبه لنقله لأخيه.
تألمت جداً عندما قرأت تلك الحادثة الواقعية. ولكن قلبي امتلأ بالشكر والتعزية العميقة عندما تذكرت أن الرب يسوع قد مات «في الوقت المعيَّن» لأجل الفجّار (رومية5: 6). إنه لم يمُت بعد فوات الأوان، بل أتى في الوقت المناسب لكي يموت على الصليب بديلاً عنا نحن الخطاة. ولكي يغيّر لنا قلوبنا المريضة بالخطية، والمكتوب عنها في حزقيال 16: 30 «ما أمرض قلبك يقول السيد الرب»، لذلك وعد الرب في حزقيال 36: 26 بأن يعطي «قلباً جديداً» لكل من يؤمن به.
بل أقول إنه لم يُعطِنا قلبه فقط، بل أعطانا نفسه، كل كيانه، لأنه قد «بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم» (تيطس2: 14).
أخى هل تطلب منه الآن قائلاً مع داود: «قلباً نقياً اخلق في يا الله» (مزمور51: 10)؟