هل تعرف أعداءك؟


من سلسلة: منوعات
إن سامي صديق عزيز لي، وهو ذكي ومُخلص وأيضًا قوي جداً، وفي مرة قال لي: "أنت دائمًا حلو المعشر وأعتقد أنه ليس لك أعداء».  أجبته «لا يا سامي،  أنت مُخطئ، أنا لديّ أعداء كثيرون، وهم أقوياء جدًا».

إندهش سامي وقال: «أنا لم أتوقع ذلك أبدًا. أخبرني مَنْ هم وأنا سوف أقوم بالأمر، مهما كانت قوتهم».

«أشكرك يا صديقي العزيز لكنك لا تستطيع أن تتعامل مع هؤلاء الأعداء لأنهم يعيشون بداخلي.  وأسماؤهم: الافتخار، الأنانية، الأُفكار الشريرة، الرغبة في الانتقام وآخرون مثلهم كثيرون.  إنهم أردأ الأعداء لأنهم يعيشون بداخل الإنسان ويقودونه لأن يُخطئ ضد الله وطبعًا أية خطية ضد الله هي أكثر خطورة من أي مرض أو كارثة».

صمت سامي وأحنى رأسه وقال بصوت منخفض «إنني خجل لأن أمثال هولاء الأعداء بل وأردأ - يملأون حياتي» وبعدها صلى بأسف «يا إلهى إنني خاطئ.  من فضلك إرحمني واغفر لي» وأحنيت أنا رأسي أيضًا وطلبت من الرب أن يُظهر لسامي طريق الخلاص.  نظرت إليه وإذ رأيت عينيه ممتلئتين بالدموع قُلت له «سامي، لقد اعترفت للرب الآن إنك خاطئ وطلبت منه أن يغفر لك.  فهل تعلم إجابة الرب؟» . قال لي إنه غير متأكد.  ولذلك قرأت له هذه الأقوال من كلمة الله : «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» (1يو 1: 9)

أجاب سامي : «عجيب ! لماذا يقول الرب هنا عن نفسه أنه أمين وعادل ولايقول رحيم وطيب»؟

أجبته «إن سؤالك وجيه ويدل على أن لك ذهنًا ثاقبًا . طبعًا الله رحيم وطيب في غفرانه لنا، لكنه أيضًا أمين وعادل.  هو عادل لأن المسيح مات طواعية عنا.  لقد حمل العقاب عن كل مَنْ يؤمن به ويقبله بالإيمان.  وهو أيضًا أمين في الغفران لأنه وعد أن كل من يؤمن بالمسيح لن يُدان بل تكون له الحياة الأبدية».

إنبهر سامي لسماعه هذه الحقائق من كلمة الله.  فدعوته لأن يقرأ الكتاب المقدس بانتظام.  وأشرت إلى هذه الأجزاء من كلمة الله وقد وعد سامى أن يقرأها :

«ولكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رومية 5: 8)

«الحق الحق أقول لكم إن مَنْْ يسمع كلامى ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يوحنا 5: 24)

«فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية 5: 1)

«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 16).

بقلم صديق من الولايات المتحدة