«لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود» (زكريا 4 :6). هل تعلم من هو الشخص الذي قيلت له هذه العبارة الشهيرة؟
إنه...
زربابل بن شألتيئيل
* أول قائد لأول جماعة من المسبيين ترجع من بابل إلى أورشليم، وقد عيّنه كورش، ملك فارس، حاكمًا للشعب في يهوذا (عزرا 1؛2).
* تكرر اسمه في سفر عزرا ونبوتي حجي وزكريا، وهي أسفار تتحدث عن البقية التي رجعت من السبي. وقد جاء ذكره أيضًا في سلسلة نسب المسيح في متى1؛ لوقا3، وهو من نسل داود.
* زربابل اسم أكادي معناه «زرع بابل» أي الذي وُلد في بابل، وشألتيئيل اسم عبري معناه «سألت الله».
إنجازات عظيمة رغم المفشلات الكثيرة
* لم يعد المسبيون من بابل دفعة واحدة إلى أورشليم، بل انقضت خمسون سنة تقريبًا بين الفوج الأول والثاني. فبعد أن أصدر كورش الفارسي قراره بالعودة، رجع نحو خمسين ألفًا تحت قيادة زربابل عام 538 ق.م.
* وقد كان اهتمام زربابل الأول هو بناء هيكل الرب. فلم يَقُم أولاً بأية اصلاحات سياسية أو اجتماعية، إذ أدرك الأهمية القصوى لإعطاء الرب حقه. ويقول الكتاب إنهم بنوا المذبح ليصعدوا عليه محرقات، وأقاموا المذبح في مكانه، لأنه كان عليهم رعب من شعوب الأراضي، وأصعدوا عليه محرقات للرب، وحفظوا عيد المظال كما هو مكتوب.
* ثم في السنة الثانية من رجوعهم، وضع زربابل أساسات بيت الرب في احتفال عظيم (اقرأ عزرا 3). إلا أنه، بسبب مقاومة الأعداء وتراخي الشعب، توقف العمل بضعة سنوات. لكن الرب شجّع زربابل بواسطة النبيين حجي وزكريا، فعاد وأكمل بناء بيت الرب (عزرا 6).
* قام زربابل بهذا العمل العظيم رغم المفشلات الكثيرة التي واجهته:
1- فقد كانوا جماعة قليلة العدد وضعيفة الإمكانيات، إلا أنه «ليس للرب مانع عن أن يخلص بالكثير أو بالقليل» (1صموئيل41 :6 ).
2- كانت أورشليم في حالة خراب شديد، إذ كانت أسواراها منهدمة وجميع قصورها محروقة، وكان الهيكل حطامًا إذ كان قد أُحرق بالنار، لكن هذا المشهد لم يُفشِّله، وكأنه يرفع الشعار: «لأن الله لم يعطنا روح الفشل» (2تيموثاوس 1 :7).
3- كانوا محاطين بأعداء كثيرين أعظم وأقوى منهم، لكن زربابل لم يضع اعتبارًا لرعبهم، بل تشدد بالرب وكأنه يقول «الرب معين لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسان؟» (عبرانيين31 :6 ).
مشجعات ثمينة ونتائج مجيدة
وضع عزرا حجر الأساس لبيت الرب، ثم توقف العمل عدة سنوات، فأرسل له الرب رسائل مشجعة بواسطة حجي وزكريا النبيين.
* حجي2 :4، 5 «فالآن تشدد يا زربابل يقول الرب... واعملوا فإني معكم يقول رب الجنود، حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر، وروحي قائم في وسطكم. لا تخافوا».
* زكريا 4 :6-10 «هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلاً: لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود. من أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً». كانت الصعوبات تعترض طريقه كالجبل الشامخ، والرب لم يطلب منه أن يتجاهلها بل أن يتحول عنها إلى الرب وقدرته. إن الثقة في الرب ليست أن نتجاهل الصعوبات أو نهرب منها، بل أن نستحضر الرب في مواجهتها. أ لم يعلِّمنا المسيح، «الحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم» (متى 17 :20)؟
* «وكانت إليَّ كلمة الرب قائلاً: إن يديّ زربابل قد أسستا هذا البيت فيداه تتممانه... لأنه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة» (زكريا 4 :8-10). كان هذا وعدًا صريحًا من الرب أنه سيتمم بناء البيت وسيكمل ما بدأه. يبدو أنه في البداية شعر بضآلة العمل وربما أحس بصغر النفس، لكن الرب يضع مبدأ هامًا: إلا نزدري بالخدمة البسيطة، فيومًا لا بد أن نرى أثمارًا ونتائج عظيمة.