كثيرة هي مراحمك يا رب مزمور 119: 156
المؤمن غالي جدًا على الرب يسوع، فلقد اشتراه بالدم، وهو يتمتع الآن برعاية راعي الخراف العظيم الذي يهتم بقطيعه العابر في هذه البرية. وليس ذلك فقط، بل أيضًا كل ما للمؤمن هو ثمين في نظر الرب؛ فمثلاً: عندما كان بطرس محبوسًا في السجن (أعمال21)، وجاء ملاك الرب ليخرجه قال له: «تمنطق والبس نعليك والبس رداءك»، أي أن حذاء ورداء بطرس غاليان في نظر الرب.
وبحق إننا طوال الطريق نتمتع بعناية الرب العظيمة ومراحمه الكثيرة. ودعني الآن أقصّ عليك هذه القصة التي حدثت يوم الجمعة الموافق 23/3/2001، في إحدى القرى التابعة لمحافظة أسيوط بمصر، حيث كان أحد الإخوة في هذا اليوم في منزله مع أسرته المكونة من تسعة أفراد (هو وزوجته وأمه وثلاثة أولاد وثلاث بنات)، وهو يعمل بالوحدة الصحية. في حوالي الساعة الثالثة ظهرًا، سمع صوت سقوط بعض قوالب الطوب من منزله؛ وفورًا شعر بالخطر، ففكّر في إحضار عامل بناء يقوم بترميم هذا الجزء الذى يسقط. وبعد خروجه بدقائق رجع إلى منزله، فصرخت امرأته قائلة: "البيت سيسقط، لا وقت لإحضار عامل البناء، هيا نخرج منه سريعًا".
في ثوان معدودة كان هو وزوجته وأولاده خارج المنزل. لكنه تذكر أن أمه، وهي كبيرة في السن، نائمة في الدور العلوى من المنزل؛ فصعد مسرعًا وأيقظها من نومها وأخرجها مسرعًا. ثم تذكر أن فى المنزل مبلغًا من المال ليس له، بل كان يخص العمل، ويجب توريده للبنك. وفي هذه اللحظات العصيبة، حيث قوالب الطوب مستمرة في التساقط، صرخ للرب قائلاً: "يا رب يسوع أجِّل سقوط المنزل حتى أُحضر هذا المبلغ، فهو ليس ملكي". وذهب مسرعًا وأحضره.
وبعد خروجه مباشرة، سقط المنزل المكوَّن من ثلاثة طوابق، وتصاعدت كمية هائلة من الأتربة، وانقطعت أسلاك الكهرباء التي في الشارع، وانفجرت مواسير المياه. لكن الرب في رحمته الكثيرة حفظ الجميع سالمين.
بعد ذلك تذكر أن له بنتًا صغيرة مرثا، عمرها سبعة شهور، أين هي؟ إنها لم تخرج من المنزل من لحظة ولادتها حتى هذا اليوم، ولم ير أحدًا يحملها لأنها صغيرة. وبعد البحث، وجدوها عند الجيران نائمة في سلام وهدوء عظيم، ولم يعلم من الذي ذهب بها إلى الجيران. فهتف قائلاً: «كثيرة هي رحمتك يا رب».
وبعد سقوط المنزل، وجد أن الرب العظيم القدير، في رحمته، قد حفظ حتى الغنيمات التي له، فشكر الرب قائلاً: «كثيرة هي مراحمك يا رب». والعجب أنه بعد ثلاثة أيام من سقوط المنزل أخرج الجيران من وسط أنقاض المنزل ذكر بط حيًا. فشكر الرب كثيرًا على رحمته العظيمة، وأنه لم يُفقد لهم شيء، لا صغير ولا كبير، لا بنون ولا بنات (1صموئيل 30 :19).
أحبائى... ما أروع وأعظم عناية الرب الفائقة بالمؤمنين وأسرهم وكل ما لهم، إنه إله محب، حنّان، قلبه مملوء بالمراحم الكثيرة والاحسانات التي لا تُعد ولا تحصى. فلنثق فيه ونتكل عليه ولنهتف مع المرنم قائلين «كثيرة هي مراحمك يا رب».