(خروج 25: 31-40)
هي القطعة الثانية بالقدس. توجد على يسار الداخل، أمام المائدة. وهي مصنوعة من الذهب النقي، بلا مقاس، وتزن حوالي 50كجم. تتكون من ساق رئيسية، مرتبط بها ستة فروع على جانبيها. لها سبعة سُرُج (مصابيح) تمتلئ بالزيت النقي وتستخدم لإضاءة القدس، إذ لم يكن به نافذة (شباك) لدخول النور من الخارج.
إن الخطية جعلت الإنسان ظلمة، ويسلك في الظلمة، والظلمة أعمت عينيه: أي ظلمة من الداخل والخارج. لكن بتجسد المسيح جاء كالنور الحقيقي للعالم، لينير كل إنسان. وأضاء في وسط الظلمة بلمعان كامل، أظهر وكشف حالة الناس، لذا أبغضوه لأنهم أحبوا الظلمة.
ولكي تتشكل المنارة بهذه الصورة الرائعة، كان لا بد للذهب أن يمر بالنار والسحق والضغط. هكذا المسيح ليُخرجنا من الظلمة إلى النور، مر بمراحل كثيرة من الآلام، وبالموت، وبالظلام على الصليب وهو الساكن في نور لا يدنى منه (1تيموثاوس 6: 16). والآن، في ليل غياب المسيح، ترك المؤمنين على الأرض بذات الرسالة «أنتم نور العالم» (متى5: 14)، لنضيء بين الناس كأنوار (فيلبي2: 15)؛ فهل لنا السرج الموقدة لنضيء للآخرين؟
وللمنارة ملاقط ومنافض (أطباق)، لالتقاط ما يحترق من الفتائل المشتعلة لتنقية الضوء. فيها نرى الوسائط التي يستخدمها الرب لتنقية المؤمنين من أي أمور شريرة تعطل إظهار النور في حياتهم.
صديقي: يا من لا زلت في الظلمة وفي ليل العالم تغطيك خطاياك؛ تعالَ للمسيح ليخرجك من الظلمة للنور، قبل فوات الأوان. أما إن كنت من محبي الظلمة، تقريبًا ستسمع الصوت: اطرحوهم في الظلمة الخارجية. ويا لهول المصير!