3-لأنه المحرر من الذل و الهوان
كان أحد المبشرين يتردد على جار له، كان سكيراً ومقامراً، وكان المبشر يصلي لأجله كثيراً حتى يتحرر من قيوده. وذات يوم شرب الرجل حتى ثمِل، لدرجة أنه ضرب زوجته وأولاده، وحطم الكثير من أثاث داره. وبعد أن هدأ وأفاق من سكره زاره المبشر وحياه بلطف، ثم سأله لماذا ساءت أموره إلى هذا الحد؟
وإذا بالرجل يقوم من مقعده ويضع طفله عليه، ويربطه بإحكام بحبل غليظ. إنزعج المبشر وقال في نفسه: “ربما لا يزال مخموراً”. صرخ الرجل في وجه طفله: “قم يا بني. انهض يا فتى”.
حاول الطفل فلم يقدر، وبصوت أسيف، والدموع تترقرق من عينيه. قال لأبيه: “لا أقدر أن أفك نفسي يا أبي”.
وهنا توجه الأب للمبشر وقال له: “سيدي إن حالتي تشبه صغيري هذا المُقيد”.
حينئذ أحضر المبشر سكيناً وقطع بها القيود، ثم قال للطفل: “انهض يا بني”. فقام في الحال. ثم قال للأب المسكين: “إن طلبت المسيح الآن سيحررك، ويفك قيودك”.
عندئذ ركع الأب، وصرخ من أعماقه، وطلب الرب؛ فتغيرت حالته تماماً، وأقلع عن الخمور والمكيفات، وأحب زوجته وأولاده، وعادت له صحته ونضارته، وتحسنت أحواله.
صديقي.. لقد قال المسيح: «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق ... وأرسل المنسحقين في الحرية*» (لوقا4:81).
*ألحرية: كلمة ما أجملها جاءت في الكتاب المقدس سبع مرات (لوقا4: 18 ؛غلاطية5: 1، 13 ؛يعقوب1: 25 ؛2: 12 ؛1بطرس2: 16 ؛2بطرس2: 19)، و“7” هو رقم الكمال.
في بلاد الرومان واليونان كانت هناك عادة أنه إذا مات رجل وترك ميراث من العبيد فتؤول للابن البكر، فإن قال الابن البكر عن بعض العبيد: “هؤلاء إخوتي”، فرغم كونهم عبيداً فإنهم في الحال يتمتعون بالحرية. ولم يكن إطلاق العبيد أمر مسموح به في الدولتين لأي سبب، ولكن إذا أراد الابن البكر أن يحرر عبيده فلا يستطيع أحد أن يمنعه، ولا يقف القانون في وجهه.
نعم يا أعزائي: إن حررنا الابن فنحن أحرار بالحق، فالمسيح ابن الله هو الوارث لكل شيء.
قصة شاب مارد
كان فظاً قاسياً يشتم أباه ولا يحترم أمه. وكان لصاً محترفاً يغش في البيع والشراء، وكان متورطاً في أمور غير شرعية. وفجأة حدثت المعجزة.. يقول صديقنا:
في إحدى ليالي شهر ديسمبر2000 سمعت اختباراً لأحدهم؛ كيف نقله الرب من الظلمة إلى نوره العجيب. فاهتز كياني لهذا الاختبار الإيماني. فدخلت غرفتي وظللت راكعاً حتى طلوع الفجر، وصرخت من أعماقي وقلت للرب: “إن دموعي الكثيرة لن تطهرني من خطاياي، إن حجتي الوحيدة هى نعمتك، وسندي ومقصدي هو محبتك، وإيماني في فدائك، وقوة دمك. لن أُطلقك إن لم تحررني”.
وما أن أرسَلَت الشمس أول خيوطها الذهبية لتضيء الأرض، حتى أرسَلَت السماء محبتها ونورها ليتسلل إلى قلبي؛ وإذا بيد خفية تخرج من الحبس نفسي كالعصفور من فخ الصيادين.
تغير حالي، فاحترمت أبي وقدّرت أمي، وأخلصت إلى زوجتي. وانفتحت شهيتي للكتاب المقدس، وأحببت خدام الكلمة بعد أن غيرني رب الكلمة. وصارت قضيتي الكبرى هي أن يتحرر النفوس المقيدة التي كنت يوماً مثلها، وأمامي النعمة التي أرجو أن أتعلم دروسها.
أصدقائي.. إنها قصة تحرير، والمسيح هو المحرر العظيم؛ فمهما كانت ربطك وسلاسلك فثق أنه سيحطمها تحطيماً، وعندئذ ستنشد نشيد الحرية.