وصلتنا مجموعة كبيرة من الخطابات تناقش موضوع «لو كنت مكانه» المنشور في العدد 49. وقد اخترنا مجموعة منها تعبر عن الاتجاهات المختلفة التي حوتها رسائلكم، وعلقنا عليها للفائدة.
أمجد عزيز-كوم بوها بحري - ديروط: لو لاحظت أن سامح أخذ الموضوع كأنه لم يكن، ولم يدخل معنا في الحديث أو يدافع عن نفسه أو يبدي أي ضيق، سأعتبر الموضوع كأنه لم يحدث، وسأعتبر هذا صوتاً من الرب. ولكن إن تدخل سامح في الموضوع سأقول له الحقيقة أننا كنا نناقش موضوع النجاح وتطرقنا إلى أسلوبه كنوع من أساليب النجاح وسأعرض عليه ما توصلنا إليه، وسأخبره بأننا كنا سنحاول نصيحته لتغيير أسلوبه ولكنه وصل قبل أن نوضح ذلك، حتى لا يفكر أننا نغار منه فيتضايق منا.
نحو الهدف: بالطبع جميعنا نفضِّل تجنب المشاكل، لذا فأيٍ منا سيرجو أن يتجاهل سامح الأمر ويعتبر كأنه لم يكن. لكن ألا ترى معي أنني بذلك قد أغفلت أمرين في غاية الأهمية: أولهما؛ أنني أخطأت بالفعل، لكنني تجاهلت خطأي لمجرد أن المُخطأ في حقه لم يطالب بحقه، واعتقد أن الكتاب يعلمنا نحن أن نحكم على أنفسنا قبل أن يُحكَم علينا، وقبل أن نحكم على الآخرين، وإن اكتشفت خطأي فعليَّ أن أذهب أنا إليه. أما الأمر الثاني فهو أنني جرحت مشاعر أخي، وهل تعتقد أنه من اللطف المسيحي أن لا أعبأ بمشاعره؟ ثم دعني أهمس في أذنك بكلمة أخيرة: هل أنت متأكد أن الأمر يخلو من الغيرة؟!
أماني سمير - روض الفرج: سوف أحكي معه عن الذي كنت أتكلم عنه، وأقول له عن عيوبه التي لا تعجبني فيه وعن نجاحه الذي هو استغلال للآخرين، وأناقش معه أن هذا النجاح غير صحيح، وسأعتذر له عن كلامي عنه في غيابه.
نحو الهدف: إن المناقشة الصريحة مع نية الاعتذار عن الخطأ، تمثل البداية الصحيحة لحل وضع مثل هذا. لكن نلفت نظرك إلى أنه ينبغي أن افترض إمكانية خطأي أنا في الحكم على الأمور، وليس من المناسب أن أتجه إليه وقد حكمت أنه مخطئ بنسبة 001%، بل لتكن المناقشة موضوعية لمعرفة الصحيح من الخطأ، ويجب أن أكون مستعداً لسماع وجهة نظره.
ماريان – المنيا: لو وُجدت في مثل هذا الموقف لشعرت بالخجل الشديد من نفسي وتمنيت أن تفتح الأرض فاها وتبتلعني؛ إذ سأكتشف أن هذا الكلام ما هو إلا محاولة لتغطية بعض أخطائي، أو لعدم نجاحي مثل سامح. كذلك سأخجل لعلمي أنه ليس من حقي أن أدين وأُحقِّر من غيري، خاصة في عدم حضوره، حتى وإن كان ما قلته صحيحاً ومُثبَت للجميع. وكنتيجة لذلك سأعتذر بشدة، وأعترف بخطئي، وأطلب صراحة مسامحته، وأعده أن لا أكرر ذلك. وفي الأيام التالية سأصلي خصيصاً لهذا الأمر وأطلب من الرب أن يرشدني كيف أعبر له عن تقديري له.
نحو الهدف: اقتراحك جيد جداً؛ فالبدء بمصارحة النفس وكشف الدوافع الداخلية هو بداية الحل الأمثل في جميع الأحوال. وأن أحكم على نفسي في خطئها هو أول خطوات النجاح. كذلك من الأمور البنّاءة أن أعرف حدودي، وما هو ليس من حقي، بصفة خاصة إن كان الأمر من حق الله وحده، وهو في حالتنا إدانة الآخرين. والاستعداد للاعتذار والرغبة الصادقة في عدم تكرار الخطأ، والتعبير عن التقدير للآخرين؛ كلها من الإيجابيات. لكن علينا ألا ننسى أن كل هذه الأمور تحتاج إلى صلاة مستمرة لكي يعطينا الرب نعمة أن نعيشها بالفعل ولا تكون مجرد كلمات.
ميلاد تايه عطا: سأشعر بالإحراج وتأنيب الضمير لأني قلت عن سامح كلام سيئ واتهمته باتهامات لست متأكد منها، وهذا سيدفعني للاعتذار له والاعتراف بخطأي. فإن استمع لي بأعصاب هادئة، ووضح لي أنه سيسامحني فسيدفعني ذلك لاكتشاف ما بداخلي من أنانية وحقد وسأتعلم درساً لن أنساه. ولكن إن تصرف بحماقة أمام اعتذاري، وأخذ يهدد ويشتم، ولم يظهر تسامحاً، فهنا سيكون موقفي الصمت دون إحراج أو تأنيب ضمير، وسأعتبر ما تكلمت به عليه هو مجرد تعبير عن رأيي فيه.
نحو الهدف: شعورك بخطئك، ومحاسبتك لنفسك أنك اتهمت صاحبك دون دليل كافي، واكتشافك لما في داخلك، واستعدادك للاعتذار لصديقك؛ كل هذه أمور صحية جداً، تشجعنا عليها كلمة الله. لكن أن تربط تصرفك برد فعل صديقك، فهذا يفقدك التمتع بفائدة هذه الأمور. فإذا كنت قد شعرت بخطئي، فلا ينبغي أن أجعل تصرف الطرف الآخر يقلل من ذلك، بل عليَّ في كل الأحوال أن أواجه الخطأ.
كلمة أخيرة: أعتقد أن تفكيرنا الواعي في مثل هذا المأزق يجعلنا نفضِّل ألا نُعرِّض أنفسنا لمثل هذا الموقف. وليكن مبدأ في حياتنا أن نفكر في نتائج تصرفاتنا قبل أن نفعلها، فهذا من صفات العقلاء. وإلى لقاء قريب في موقف جديد.