هو أحد الحيوانات الضخمة آكلة اللحوم، ويُلقَّب بملك برية الجليد. وهو يعيش في القطب الشمالي وشواطئ أمريكا وأوروبا الشمالية. وهذه الحيوانات لها أجسام قوية، ويصل وزنها الى 700 كجم، و طوله يصل إلى 2,5 متراً. وهي تستطيع السباحة لساعات طويلة، ولكن ببطء شديد. وتتغذى على الحيوانات البحرية الأخرى.
وقد كساها الله بطبقة من الشحم السميك وفوقه فراء خاص ليحميها من البرودة القاسية. كما أن لديها مخالب حادة قوية مغطاة بشعر كثيف يمكِّنها من السير علي طبقات الجليد الكثيفة الملساء. ونحن نتأمل كل هذا، ألا يحق لنا أن نهتف مع أليهو قديماً قائلين: الله... يصنع عظائم لا ندركها» (أيوب37: 5)؟
وتلد الأنثى اثنين أو ثلاثة من الصغار، ويكون وزن الصغير حوالي 650جراماً، وطوله 30سم. وهو لا يرى ولا يسمع حتى يصل عمره أربعة أسابيع؛ لذلك تضعهم الأم في حفرة خاصة تصنعها في الجليد، وتحرسهم فيها بنفسها لمدة تقرب من خمسة شهور، مكرِّسة نفسها لهم، ولا تسمح لأحد بالاقتراب إليهم. ألا يذكرنا هذا بقول سيدنا المبارك «ولأجلهم أقدس أنا ذاتي»(يوحنا 17: 19)؟
وعندما يصل حجم الصغير إلي حجم الخروف تقريباً، حيث يصبح عمره سنتان، يخرج من هذا الكهف الجليدي تابعاً أمه لاصطياد طعامه. ورويداً رويداً يتعلم الاعتماد علي نفسه حتى يستقل بحياته تماماً.
وتعمِّر هذه الحيوانات كثيراً، فيصل عمر بعضها إلى 30 سنة. ومن الملاحظ أنها لا تخاف من كافة المخلوقات التي حولها، كما أنها لا تُعادي أحداً، بل تعيش في سلام مع الجميع، وهكذا كأنها تطبق المكتوب «عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم» (2كورنثوس13: 11).