شابة أمريكية عمرها 28 عاماً اسمها «فيرونيك» كانت في مركز التجارة العالمي بأمريكا عندما اصطدمت طائرة مدنية بهذا المبنى، فاشتعلت النيران فيه على الفور. وكانت «فيرونيك» محاصرة بالنيران والدخان، لكنها استطاعت أن تتصل بأمها عبر تليفونها المحمول، وقالت لها بفزع «يا أمي: النيران تشتعل في المبنى وهناك دخان قادم عبر الجدران، لا أستطيع أن أتنفس». ثم ودّعت أمها قائلة: «إني أحبك، وإلى اللقاء».
لقد كانت «فيرونيك» في ظروف صعبة جداً، إذ كانت حياتها تتعرض لخطر الموت فاتصلت بأمها حيث تجد الحب والحنان والعطف. ففي لحظات الشدة والضيق يهرع الشخص إلى من يحبه ويُقدِّر آلامه. ونحن كمؤمنين إلى من نهرع؟ لقد قال بطرس «يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يوحنا6: 68). إننا نسرع للذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه، نسرع للرب يسوع المحب الألزق من الأخ (أمثال18: 24)؛ فنجده يرحب بنا ويسمع لنا، فيشجعنا ويرثي لضعفاتنا، لأنه مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية.
كذلك كان شاب بريطاني اسمه «مارك سميث»، كان في يوم من الأيام في قاربه يتنزه أمام جزيرة «وايت»، وفجأة انقلب قاربه في أمواج متلاطمة، قبالة جنوب بريطانيا. فهداه تفكيره لأن يستخدم تليفونه المحمول ليطلب النجدة من والده الذي يعمل في «دبى». أحس «مارك» أنه في مشكلة خطيرة، وحياته تتعرض لخطر الموت وهو يتشبث بقاربه المقلوب وسط الأمواج، فلم يفكر في الاتصال بأجهزة الانقاذ القريبة منه، لكنه اتصل بوالده الذي يبعد عنه آلاف الكيلومترات. لماذا؟ لأنه وثق في محبة أبيه الذي لن يبخل بمساعدته. فما كان من الأب المذهول إلا الاتصال ببريطانيا وإبلاغ خفر السواحل البريطانيين القريبين منه.
أحبائي ... إن الرب يسوع المسيح هو المحب الألزق من الأخ، وهو قريب جداً منك، إذ مكتوب «قريب هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلص المنسحقي الروح»، وأيضاً «الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق» (مزمور34: 18؛ 145: 18). اعلم أنه يحبك ويرحب بسماع كل ما يؤلمك، ولن يتأخر عن معونتك، فوعده لكل واحد منا «ادعني في يوم الضيق، أنقذك، فتمجدني» (مزمور50: 15). لذلك أسرع إليه وتكلم معه، وسوف تختبر ما اختبره المرنم «معونتي من عند الرب، صانع السماوات والأرض» (مزمور121: 2).