في مثل هذه الأيام في عام 1908، كتب شاعر غنائي قصيدة ساخرة يهجو فيها المسيح، طفل مذود بيت لحم الذي صُلب على الصليب. وكان الغرض من ذلك أن تكون هي أغنية الموسم في أعياد الميلاد ورأس السنة. وفي يوم 24/12 نُشرت هذه الأغنية في الجرائد والمجلات في ميسنيا وجزيرة صقلية بجنوب إيطاليا. ويقول مطلع هذه الترنيمة الساخرة:
آه أيها الطفل الصغير |
|
يا من لم تجد في ولادتك سرير |
وأنت تَدّعي أنك الله القدير |
|
وأتيت لتنقذنا من مصير مرير |
وبصلبك تصنع لنا التحرير |
|
لكي نؤمن بك أرسل زلزالاً خطير |
وبعد أربعة أيام من نشر هذه القصيدة، وغناء هذه الأغنية الهزلية الساخرة، والتي كانت قد انتشرت على أفواه السكارى والمستهزئين، وبالتحديد في يوم 28/12/1908؛ حطم زلزال عظيم ميسنيا وجزء كبير من جزيرة صقلية. وفي ثوانٍ، فَقَدَ أكثر من 90.000 إنسان حياتهم، كان من ضمنهم كل أفراد عائلة مؤلف الأغنية، والذي نجا بأعجوبة من الزلزال، لكنه أصيب على الفور بصدمة عصبية عنيفة أفقدته عقله، فعاش ما بقي من حياته القصيرة في حالة هياج وخلل عقلي، حتى مات.
قارئي العزيز.. قارئتي الفاضلة.. ربما تقول لي: “ولكن من الممكن أن يكون توقيت الزلزال وارتباطه بميعاد هذه القصيدة الساخرة المستهزئة مجرد صدفة بحتة”.
سأجيبك: ليكن، ولكن أليس من المحزن جداً أن يموت أولئك المستهزئون، بالزلزال الذي استخدموه مادة في هجائهم وسخريتهم من الرب يسوع المخلِّص العجيب، وفي ذات الأسبوع الذي فيه تغنوا واستخفّوا بالرب؟
أدعوك لتتأمل معي ما كُتب عن خطورة الاستهانة بلطف الله ورقته: «أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالمٍ أن لُطف الله إنما يقتادك إلى التوبة؟ ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر (دفتر توفير وادخار) لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة» (رومية2: 4 ،5).
فزلزال الدينونة أشد هولاً بما لا يُقاس من أي زلزال أرضي، ولا يمكن أن يُقاس بمقياس ريختر أو أي مقياس آخر، لأنه مكتوب: «فبالأولى جداً لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء، الذي صوته زعزع الأرض حينئذ، وأما الآن فقد وعد قائلاً: إني مرة أيضاً أزلزل لا الأرض فقط، بل السماء أيضاً» (عبرانيين12: 25 ،26).
فما أخطر الاستهزاء الذي ذكر الكتاب المقدس أنه إحدى علامات الأيام الأخيرة، فمكتوب: «عالمين هذا أولاً: أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين: أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة... ولكن لا يَخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يَهلك أناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة» (2بطرس3: 3 ،8 ،9).
فالرب يسوع الوديع والمتواضع القلب (متى11: 29)، سيغضب قريباً جداً وسيتحقق المكتوب عنه: «إذا زلزلة عظيمة حدثت... وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حُرّ، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال، وهم يقولون للجبال والصخور: اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم، ومن يستطيع الوقوف؟» (رؤيا6: 12-17). فهل تأتي معي الآن، في بداية هذا العام، إلى الرب يسوع وتقبله كمخلِّصك، لتهرب به من الغضب الآتي (لوقا3: 7)؟
وهل تصلي معي الآن: صلاة: يا بهاء مجد الله ورسم جوهره، أيها الرب يسوع صانع الخلاص ومصدره، أرجع إليك وأعطيك كياني لتطهِّره، فاملك على قلبي سيداً أنت تأمره.. آمين